عندما سئل «صقر قريش» عبدالرحمن (الداخل) وهو في طريقه إلى الأندلس في رحلة طويلة إستغرقت ست سنوات: لماذا دالت دولة بني أمية؟ قال: «تخلينا عن أصدقائنا فخسرناهم وتبعنا أعداءنا فلم ندركهم» وحقيقة أنَّ هذا ينطبق على كثيرين في هذه المرحلة الضبابية والرمادية التي إختلط فيها الحابل بالنابل والتي إزدادت فيها أعداد الذين يحاولون الإصطياد في المياه العكرة.
الآن هناك عمليات إستقطاب شديدة ومتداخلة لكن ورغم ذلك فإن «الحلال بيِّنٌ والحرام بيِّنٌ»، كما يقال، فالمدقق في الأمور الذي لا تأخذه العزة بالإثم يدرك أنه أصبح في هذه المنطقة العربية، وكالعادة، معسكران وأن هذا الذي يجري في سوريا وفي العراق وفي لبنان واليمن يؤكد على وجود هذين المعسكرين اللذين يشد كل واحد منهما في الإتجاه المعاكس للإتجاه الآخر.. وكل هذا والواضح أن التلاقي بينهما بات صعباً لا بل غدا
مستحيلاً على المدى المنظور.
والمعروف في مثل هذه الحالات أن نهازي الفرص، دولاً وأحزاباً وأفراداً، يبادرون للإندساس في المساحات الرمادية وإستغلالها بالميل مرة في إتجاه الشمال ومرة أخرى في إتجاه اليمين لكن مثل هذه الحالات «الزئبقية» لا تستطيع الإستمرار في العادة وذلك لأنه لا بد من تأتي اللحظة الحازمة واللازمة ويصبح الخيار ضرورياً ولا بد منه.. فإما ذات اليمين وإما ذات الشمال إما في الأبيض وإما في الأسود..وإلاّ فإن المكان هو خارج الدائرة كلها فيصبح الوضع: «لا مع ستي بخير ولا مع سيدي بخير» كما يقول المثل الشعبي العربي.
عندما كانت «قصورنا» الخيام وبيوت الشعر، آخ ما أحلى تلك الأيام، التي كان فيها لكل إمرءٍ وزنه المعروف ولكل عائلة مكانتها المفروضة والمتفق عليها.. وحيث هناك لونان :»إما أسود أو أبيض» ولا وجود للإندساس في الألوان الرمادية كان إذا إختلف جار مع جاره يبادر إلى قلع أوتاد بيته ويرحل بعيداً في دنيا االله الواسعة أمّا بالنسبة للدول فإن الجار يبقى جاراً إلى الأبد وما على أيٌّ منهما إلاّ أن يكظم غيضه إذا أحس بجور أو تجاوز من جاره وحيث الصراحة في هذه الحالة هي المطلوبة لأنها تُشفي الأفئدة وتنظف القلوب من أي ضغائن سواءً أكانت وهمية أم حقيقية!!.
هناك «إخوة» لا غنى عنهم إن في أيام السِّعة وإنْ في أيام الضيق وهناك أخوة.. أعداء لأنه لا يأتي منهم إلا الشرور وإلا المصاعب وهذا ينطبق على «إخوتنا» في الشمال إن ليس في كل المراحل، منذ أن ضرب سايكس وبيكو بمشرطهما الوطن العربي فأصبح هناك كل هذا التمزق الذي نراه الآن، ففي المراحل التي بدأت بالبلاغ العسكري الأول الذي أصدره حسني الزعيم في عام 1949 ..وحيث بعد ذلك قد «كرَّت المسبحة» ..
والواضح أنها ستبقى «تكرُّ» وعلى مدى سنوات قادمة طويلة !!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو