لطالما أقدمت جامعات أردنية من قبل على معاقبة عشرات الطلبة من المتورطين بظاهرة العنف الجامعي. وكانت هذه القرارات تلقى دعما من المجتمع ووسائل الإعلام، لا بل إننا وفي حالات عديدة كنا ننتقد رضوخ الإدارات الجامعية للضغوط الرامية لثنيها عن فصل المشاغبين ومثيري العنف في الجامعات.
ولم يسبق أن تضامن أو تظاهر طلبة الجامعات ضد القرارات المتخذة بحق هذه الفئة من الطلبة. لكن في حالة طالب الجامعة الهاشمية إبراهيم عبيدات، كان الأمر مختلفاً تماما.
لم يكن عبيدات من مثيري العنف في الجامعات، ولا من أولئك الفاشلين في دراستهم، إنما هو ناشط طلابي يدافع عن حقوق زملائه، ويعارض بعض قرارات الجامعة وسياستها، بالوسائل السلمية المشروعة. ولهذا، عندما قررت إدارة الجامعة معاقبته بالفصل المؤقت لمدة عامين دراسيين، خرج المئات إلى ساحة الجامعة احتجاجا على القرار.
لقد كان حجم التضامن مع الطالب عبيدات مذهلا بحق. الفيديوهات المعروضة على 'يوتيوب' تُظهر اعتصاما حاشدا لمئات الطلبة العاديين؛ تضامنا مع زميلهم، ورفضا للعقوبة الجائرة المتخذة بحقه.
الجامعة الهاشمية تتمتع بسمعة أكاديمية طيبة، وتلقت إدارتها الثناء من جهات كثيرة على ما أنجزته من مشاريع ريادية في مجال الطاقة البديلة، وما حققته من مكانة علمية مميزة، وضعت خريجيها في الكثير من التخصصات على قائمة المطلوبين من أصحاب الشركات في القطاع الخاص. ورئيسها، على ما فهمت، كان في شبابه ناشطا طلابيا مسيسا أثناء فترة دراسته بإحدى الجامعات المصرية، وتعرض للاضطهاد جراء ذلك.
مشهد الاعتصام الحاشد في ساحة 'الهاشمية' ليس سوى إضافة جديدة لسمعة الجامعة الطيبة من وجهة نظري؛ فلقد أكد صحة الانطباع بأنها جامعة حيوية، يتمتع طلبتها بالوعي الحضاري الملازم بالضرورة لطلبة الجامعات.
ينبغي على إدارة الجامعة أن تنظر للاعتصام من هذه الزاوية، وأن ترتقي في رد فعلها لهذا المستوى الراقي من التعبير عن الرأي. ولا يعيبها أبدا أو ينتقص من هيبتها المبادرة فورا إلى مراجعة قرار الفصل بحق الطالب عبيدات الذي تفوح منه رائحة الكيدية وسوء الظن.
ويبدو من تصريحات عميد شؤون الطلبة في الجامعة أن إدارتها تتجه لإعادة النظر بالقرار، بعد أن تقدم الطالب باسترحام لرئيس الجامعة.
إن أفضل الفاعلين في الحياة العامة في بلادنا، هم ممن كانوا ناشطين خلال سنوات دراستهم الجامعية؛ فمنهم الوزراء والنواب والحزبيون النشطون. وإن كان لنا مأخذ على جامعاتنا هذه الأيام، فهو أنها لم تعد تخرّج قيادات واعدة، على غرار ما خرّجت في عقود سابقة.
أن يكون لدينا طالب في الجامعة ينتفض المئات من زملائه ضد قرار فصله المؤقت، فهذا مؤشر على أننا أمام شاب واعد، سيحظى مستقبلا بثقة كتلك التي نالها من رفاقه الطلبة. وواجب إدارة الجامعة أن تستدعيه على الفور وتعتذر منه عن قرارها بحقه، وتعيد الاعتبار له. هكذا تصنع الجامعات قادة المستقبل؛ تحتفي بهم لا تعاقبهم.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو