الخميس 2024-12-12 22:57 م

هل نشهد موجة احتجاج جديدة؟

07:15 ص

على وقع القرارات ا?قتصاد?ة للحكومة، ?دور في أوساط النخب الحزب?ة والس?اس?ة سجال ?مكن تلخ?صھ بسؤال: ھل تُفجر الضغوط

المع?ش?ة لعامة الناس موجة احتجاج جد?دة في ا?ردن؟
من الناح?ة النظر?ة، السؤال منطقي. فأ?نما ول?ت وجھك، تسمع شكوى مر?رة من ارتفاع ا?سعار، وعدم القدرة على الوفاء بمتطلبات
الح?اة، وحالة من السخط الشد?د على حكومة أقل ما ?قال عنھا إنھا حكومة ? تج?د غ?ر رفع ا?سعار، وا?عتماد على ج?ب المواطن لسد
العجز في الموازنة.
بصرف النظر عن دقة ھذا التشخ?ص لس?اسات الحكومة من عدمھ، فإن المناخ الشعبي العام تجاه حكومة د. عبدا? النسور ?تسم بالعداء
الظاھر. بالطبع، ? ?توفر ق?اس علمي للرأي العام واتجاھاتھ ح?ال الحكومة؛ فآخر استط?ع لمركز الدراسات ا?سترات?ج?ة أظھر
استقرارا نسب?ا في شعب?ة رئ?س الوزراء، وتراجعا محدودا في ثقة الرأي العام بالفر?ق الوزاري، وكان ذلك قبل التعد?ل الوزاري
ا?خ?ر.
وبالتعر?ف النظري أ?ضا، تبدو الظروف مھ?أة ?نط?ق حركة احتجاج واسعة. وقد حاول نشطاء من الت?ار القومي ال?ساري، وحركات
أخرى، تحر?ك الشارع، مستف?د?ن من حالة ا?حتقان السائدة. كما صعّدت أحزاب س?اس?ة ووجوه برلمان?ة من لھجة خطابھا ضد
الحكومة، وتوالت الدعوات المطالبة برح?لھا.
لكن في الواقع لم ?تحرك الشارع، وإنما بضع مئات من النشطاء في عموم الب?د اعتادوا على التظاھر نھا?ة كل أسبوع. وقبل القرارات
ا?خ?رة للحكومة؛ والمتعلقة بالكھرباء والم?بس المستوردة، وتوق?ف عدد من النشطاء الس?اس??ن، تراجعت أعداد المشارك?ن في ھذه
المس?رات بشكل ملحوظ، ثم ما لبثت أن زادت نسبة المشاركة بشكل بس?ط، لكنھا ظلت أقل بكث?ر من حجم المس?رات التي كانت تخرج
في ا?ساب?ع ا?ولى من 'الرب?ع العربي'.
تراجع الحراك الشعبي ?عود لث?ثة أسباب رئ?سة: السبب ا?ول، ا?نقسام الحاد في صفوف قوى وأحزاب المعارضة على خلف?ة الموقف
من التطورات في سور?ة. والثاني، الضربة الموجعة التي تلقتھا الحركة ا?س?م?ة بعد ا?طاحة بحكم ا?خوان المسلم?ن في مصر.
والثالث، انتھاج س?اسة رسم?ة مرنة مع الحراكات وتجنب الصدام الدموي معھا، والعمل في الوقت نفسھ على تفك?كھا من الداخل، ودمج
ت?ار غ?ر قل?ل منھا في عمل?ة ا?ص?ح التي تبنتھا الدولة.
لكن ا?ھم من ذلك كلھ ھو أنھ، ومنذ انط?ق موجة التغ??ر في العالم العربي، لم تتبلور في ا?ردن حركة شعب?ة موحدة، تتمتع بعمق
اجتماعي وس?اسي. ولذلك أسباب عد?دة ?طول شرحھا.
في اعتقادي أن ھذه المعط?ات لم تتغ?ر، ? بل إن تأث?رھا ?تعزز بشكل أوضح. أكبر الحركات الس?اس?ة في الب?د، وأعني الحركة
ا?س?م?ة، ? تبدو م?ّالة ال?وم إلى التصع?د، وتتسم لغة قادتھا بالھدوء والرغبة في الحوار.
وھناك اتجاه واسع في الب?د ? ?ر?د أن ?غامر بتعر?ض حالة ا?ستقرار الفر?دة في ا?قل?م، و?قبل بعمل?ة إص?ح?ة متدرجة، ولكن
مبرمجة وموثوقة، عوضا عن الدخول في صدام تبدو نتائجھ معروفة سلفا عند النظر إلى الحالة المأساو?ة في سور?ة، أو الوضع
المتدھور في مصر.
ب?د أن ھذا السلوك الواقعي والمسؤول ? ?كفي لتبد?د حالة ا?حتقان الشعبي، و? ?حمل حلو? ملموسة للمصاعب المع?ش?ة التي تعاني
منھا أغلب?ة عر?ضة. ولھذا، ?خشى الكث?رون من مبالغة الدولة في الرھان على واقع?ة الشارع، وا?فراط في استثماره بمز?د من
الس?اسات التقشف?ة؛ بدون تبني برنامج مواز 'عملي وعاجل'، ?خفف على الطبقة الوسطى والفئات الشعب?ة ا?ثر المدمر لتلك الس?اسات.
?مكن للكث?ر?ن أن ?شاركوا أصحاب القرار في مؤسسات الدولة شعورھم بالطمأن?نة تجاه الشارع. لكن على المدى المتوسط، ربما نفاجأ
بانق?ب في المزاج؛ عندھا قد تتطابق المقو?ت النظر?ة مع السلوك العملي.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة