الخميس 2024-12-12 21:17 م

واسطة ستان

12:49 م

بقلم المحرر ليث محمد الوكيل



ذهبت يوم أمس إلى سينما الدوار الرابع لمشاهدة فيلم يتصدر الأعمال في هذه الفترة و كان الفيلم عن بلد يسمى (واسطة ستان) , فجلست في المقعد و بدأت أشاهد هذا الفيلم الذي يتحدث عن أحداث يومية حقيقية لشخصيات معروفة في (واسطة ستان) و كان الأبطال في هذا الفيلم هم 'وزيروف' و 'نائبوف' و يمثلون الطبقة البرجوازية في هذا الفيلم , أما 'مواطنوف' و 'مسكينوف' هم من الطبقة السفلى و الفقيرة في (واسطة ستان) .



في أحد مشاهد هذا الفيلم 'وزيروف' يمثل دور مسؤول مهم جدا في (واسطة ستان) و كان جالسا خلف مكتبه الفاخر و على كرسيه المصنوع من أغلى الجلود في العالم , فدخل عليه صديقه 'نائبوف' الذي كان ( مشنشلاً ) بالذهب و الفضة , فجلس الصديقين و بدؤا بالتناوب متباهين بما يملك 'وزيروف' و 'نائبوف' من أملاك و أموال . و في نصف الجلسة التي كانت تجمعهما طلب 'نائبوف' من 'وزيروف' ان إبنه 'زنقلوف' تخرج من الجامعة بعد سنوات طويلة و يريد ان يأمن له وظيفة مهمة يشغلها . ' أبشر ' هذا ما قاله 'وزيروف' رداً على طلب 'نائبوف' بالرغم من أن 'زنقلوف' لا يملك الخبرة الكافية أو الشهادة العلمية العالية التي تؤهله لشغل هذا المنصب .
في الوقت الذي كان 'نائبوف' يبشر ابنه 'زنقلوف' بالمنصب الجديد ,سُمع صوت ضجة من الخارج و صراخ فطلب 'وزيروف' من سكرتيرته 'جملوفا' أن تدخل الأشخاص الذين في الخارج , فدخل شخصان البساطة ظاهرة على وجهيهما و يرافق هذه البساطة الكرامة التي تشع من ملامح وجهيهما . فكان هؤلاء الشخصين 'مواطنوف 'برفقة ابنه 'مسكينوف' و بدأ 'مواطنوف' جاهشاً بالبكاء يتوسل من 'وزيروف' ان ينفذ طلبه الذي سوف يغير حياته و يقلبها رأساً على عقب , فكان هذا الطلب أنه يريد أي وظيفة لإبنه 'مسكينوف' في الدولة ليستطيع أن يعيل أمه و أخواته .و ذكر والد 'مسكينوف' أن ابنه يحمل أعلى الشهادات و الخبرة الكبيرة لتؤهله ليكون موظفاً كبيراً في الدولة . لكن 'مواطنوف' لم يكمل كلامه مقاطعاً اياه 'وزيروف' قائلا له لا وظائف في هذه الفترة لذلك لا يمكن تنفيذ طلبك و طلب منه الرحيل لأنه يريد أن يتابع عمله . حزن كثيراً 'مواطنوف' و ابنه 'مسكينوف' فاقدين أمل الوظيفة و هم لا يدركوا أن ابن 'نائبوف' استولى عليها قبل دخولهم بدقائق .


بعد مشاهدتي لهذا المشهد استغربت و استهجنت الحال التي هي عليه (واسطة ستان) , فكيف لإبن الذوات الغير مؤهل و الذي لا يصلح لهذه الوظيفة أن يأخذ مكان و وظيفة الشخص البسيط الذي هو مؤهل و يصلح لها؟!. فما ان انتهى الفيلم بدأت بتوجيه الشكر لله أننا لسنا في (واسطة ستان) , و أن المواطن الأردني البسيط و الذي لا يملك الواسطة و النفوذ ليس 'مواطنوف' أو 'مسكينوف' , و أصحاب المناصب و المسؤولين هم ليسوا شبيهين ب 'وزيروف' و 'نائبوف' , حمدت ربي أنه في بلدنا عندما تذهب للقيام باجراءات معاملة حكومية لا أحد يتعدى على دورك الذي تقف عليه ساعات و يأتي شخص ينهي معاملته بدقائق لأنه يملك الواسطة , حمدت ربي بأنه لا يوجد في بلدي مئات بل آلاف العاطلين عن العمل من الشباب الذين يحملون أعلى و أرقى الدرجات العلمية .
الحمدلله لأننا لا نعاني من الواسطة كما يعاني منها أهالي و مواطنو جمهورية ( واسطة ستان )

ملاحظة : عزيزي القارىء لا تغلب حالك و ادور على ( واسطة ستان) في الأطلس لأنها غير موجودة ..... .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة