هل يكفي الواقع المعزز لشراء الأثاث عبر الإنترنت؟

قد ينجم عن شراء الأثاث عبر الإنترنت مشاكل عديدة، فقد تبدو الأريكة كأنها صغيرة الحجم، لكن في المنزل تأتي المفاجأة غير السارة، حيث يتبين أنها لا تتناسب مع الغرفة، وهنا يأتي دور التقنيات الحديثة مثل تقنية 'الواقع المعزز'، ومع ذلك يرى بعض الخبراء أن هذه التقنية لا تُغني عن المعايشة الحية والتجربة في معرض الأثاث.

وأوضح المدير التنفيذي لرابطة تجارة الأثاث والمطابخ في كولون، توماس غروتكوب، أن إمكانيات التخيل والتصور غالبا ما تكون غير مدربة، وتظهر هذه المشكلة بشكل خاص عند شراء الأثاث على شبكة الإنترنت. وهنا يجب فقط أن تعطي الأبعاد ملمحا عن تأثير قطعة من الأثاث، وهو ما أدى إلى امتناع الكثيرين عن الشراء عبر الإنترنت.
ولهذا لجأت العديد من شركات الأثاث إلى تقنية الواقع المعزز حيث يقوم العميل بتحميل تطبيق الشركة على الهاتف الذكي أو الحاسوب اللوحي، وتعرض كاميرا الجهاز الغرفة على الشاشة، على سبيل المثال غرفة المعيشة، ثم تدرج منتجات الشركة مباشرة في البيئة المنزلية كصورة افتراضية على الشاشة بمساعدة تطبيق الواقع المعزز.

• خبير رقمي يحذر: هواتفنا تتنصت علينا لصالح المعلنين

وتتيح هذه التقنية التأكد قبل الشراء من أن قطع الأثاث مناسبة من ناحية الحجم، ومدى تناسقها التصميمي واللوني مع الغرفة وباقي قطع الأثاث.

وهناك العديد من المبادرات، مثل التي تقدمها شركة آبل، والتي تظهر أن التقنية ينتظرها مستقبل عظيم، بل وذهبت الفكرة إلى أبعد من ذلك، حيث يمكن مشاركة لقطة الشاشة لسيناريو الغرفة الجديد، من أجل استطلاع رأي الأصدقاء.

كما أن بعض المنصات تعمل عن طريق أنواع من الواقع المعزز بحيث يمكن للمجتمع أن يقدم اقتراحاته الإبداعية الخاصة بالصور المرسلة.

ورغم تأخر تجارة الأثاث عبر الإنترنت، فإن الاعتماد على مثل هذه الحلول الجديدة يشهد تزايدا يوما بعد يوم، وتملك شركة إيكيا العملاقة تطبيقا يعرض مختلف المنتجات في صورة ثلاثية الأبعاد ومقاييس دقيقة، كما أن الشركات الصغيرة أصبحت تطور تطبيقات خاصة بها.

ويتوقع بعض الخبراء أن تذهب تقنية الواقع المعزز أبعد من ذلك من خلال خلق تجارب مبيعات جديدة وإتاحة عروض خدمة خاصة، وأن بإمكان معارض الأثاث الثابتة أن تستفيد من هذه التقنية كخدمة تكميلية، خاصة وأن البرامج تقلل الشراء الخاطئ وتزيد من رضا العملاء.