كلّما دخلتُ السوق ؛ أرجع منه لاطماً بكشرة لا أحتملها عندما أنظر لنفسي بالمرآة ..فكلّ مرة أحسب حسابي للشراء بعشرة دنانير أكتشف بأنني دفعتُ (الخمسين) و رجلي فوق رقبتي ..والمشكلة الاحساس الأخطر الذي ينتابك : أنك لم تشترِ بعض ما تريد ..بل بُعيض البُعيض..!اضافة اعلان
أنا لا أدخل السوق هكذا ..بل أُجمِّع طلبات متعددة ..لأنني أضبط نفسي جيداً ؛ و ألجمها .. وأعاتبها عتاب المحبّ أولاً ..و أُأنّبها تأنيب المقهور في مرحلة لاحقة ..و أقمعها في الشوط الأخير من الشراء..!
لكنها تبقى النفس ..الأمّارة بالسوق ..التي تحثّك على (سكّرك وشايك أبو مداليات) ..هي النفس التي تفتح شهيتك على (الخبز الصغير) ..هي ذاتها التي تخدعك وهي تزّين لك شراء بندورتك و خيارك و بطاطتك و تجعلك تنظر إلى ربطة الجرجير بـ(ريالة) شاطّة و ناطّة ..!
هي الأمارة بالسوق حين يقولون لك فجأة ؛ خلص الملح ؛ ونريد باكيت جبنة و هات معك (رز) بالمرّة ؛ ما ظلّ عندنا إلا شوية ..و ما تكاد تلبس إلا و تزداد القائمة..مع لبس البنطلون يريدون رأس زهرة ..ومع لبس البلوزة يريدون (ماجي) ..وعندما تصل للجرابات يطلبون (حوايج وبهارات) ..وعندما تزداد كشرتك ؛ يحلفون لك أنها آخر الطلبات ولكنك ما أن تصل للباب حتى تكتشف بأنهم وضعوا هناك (جالون الكاز الفارغ) ..والحقيقة لا يطلبون (كازاً ) ولكنك أبو المفهوميّة ..!
هي النفس الأمارة بالسوق ..حينما تدزّ زوجتك ابنك الصغير عليك وأنت هناك ..ويقول في التلفون : بابا ؛ جيبلي معك إشي زاكي ..وأنت تقول له : حاضر حاضر بانهزام شديد ولكنك تقول في سرّك : يلعن أبو أحسن إشي زاكي ..!!
وما أن تغادر السوق بمائة متر حتى تأتيك مسج : معلش حبيبي نسيت أطلب منك تجيبلنا حفّاظات ؛ آخر وحدة وما رح تكفّينا اليوم ..!! تقف عند كلمة (تكفّينا) وتبتسم وكأنك أنت من سيشارك في لبس حفاظة طفلك ..!
انهي المقال هنا ..لأنني أخشى إن أكملت ؛ تخرج عليّ طلبات جديدة ..أخاف أن تزداد كشرتي عن حدّها المسموح به قوميّاً و إسلاميّاً و يسارياً ..خائف أن أخلع مبادئي بعد خلع ملابسي و أمشي في الشارع أبحث عني ولا أجدني ..!
أنا لا أدخل السوق هكذا ..بل أُجمِّع طلبات متعددة ..لأنني أضبط نفسي جيداً ؛ و ألجمها .. وأعاتبها عتاب المحبّ أولاً ..و أُأنّبها تأنيب المقهور في مرحلة لاحقة ..و أقمعها في الشوط الأخير من الشراء..!
لكنها تبقى النفس ..الأمّارة بالسوق ..التي تحثّك على (سكّرك وشايك أبو مداليات) ..هي النفس التي تفتح شهيتك على (الخبز الصغير) ..هي ذاتها التي تخدعك وهي تزّين لك شراء بندورتك و خيارك و بطاطتك و تجعلك تنظر إلى ربطة الجرجير بـ(ريالة) شاطّة و ناطّة ..!
هي الأمارة بالسوق حين يقولون لك فجأة ؛ خلص الملح ؛ ونريد باكيت جبنة و هات معك (رز) بالمرّة ؛ ما ظلّ عندنا إلا شوية ..و ما تكاد تلبس إلا و تزداد القائمة..مع لبس البنطلون يريدون رأس زهرة ..ومع لبس البلوزة يريدون (ماجي) ..وعندما تصل للجرابات يطلبون (حوايج وبهارات) ..وعندما تزداد كشرتك ؛ يحلفون لك أنها آخر الطلبات ولكنك ما أن تصل للباب حتى تكتشف بأنهم وضعوا هناك (جالون الكاز الفارغ) ..والحقيقة لا يطلبون (كازاً ) ولكنك أبو المفهوميّة ..!
هي النفس الأمارة بالسوق ..حينما تدزّ زوجتك ابنك الصغير عليك وأنت هناك ..ويقول في التلفون : بابا ؛ جيبلي معك إشي زاكي ..وأنت تقول له : حاضر حاضر بانهزام شديد ولكنك تقول في سرّك : يلعن أبو أحسن إشي زاكي ..!!
وما أن تغادر السوق بمائة متر حتى تأتيك مسج : معلش حبيبي نسيت أطلب منك تجيبلنا حفّاظات ؛ آخر وحدة وما رح تكفّينا اليوم ..!! تقف عند كلمة (تكفّينا) وتبتسم وكأنك أنت من سيشارك في لبس حفاظة طفلك ..!
انهي المقال هنا ..لأنني أخشى إن أكملت ؛ تخرج عليّ طلبات جديدة ..أخاف أن تزداد كشرتي عن حدّها المسموح به قوميّاً و إسلاميّاً و يسارياً ..خائف أن أخلع مبادئي بعد خلع ملابسي و أمشي في الشارع أبحث عني ولا أجدني ..!
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي