لا تجد أجهل من هذه التعليقات، وأصحابها، والدول العظمى تضع يدها على قلوبها خوفا من تأثيرات ما يجري بين روسيا وأوكرانيا، على أسعار القمح والنفط والطيران، والمخاوف من توسع الحرب، فيما تعليقات العرب تستدعي ذهنية جاهلية فتسأل كثرة عن مصير الصبايا الأوكرانيات.اضافة اعلان
هذه جاهلية، لأن الشعوب تحت الذبح، فيما بعضنا يتندر، ويريد استضافة الأوكرانيات كلاجئات، وفي هذا استخفاف بدماء البشر، لا يرضونه لبنات العرب بالمقابل، فوق أن الإنسان العربي، لا يرى نفسه بالمرآة، ويظن نفسه وسيما فاتنا، ستركع عند قدميه النسوة من كل مكان.
حتى التندر والسخرية، لا يليقان بالموت، لأننا أمام مذبحة، يموت فيها الروسي والأوكراني، ويعودان إلى أهاليهما مجرد ضحايا، يبكي عليها الأبرياء من شعوب العالم، مثلما بكى لدينا أبناء العراق وفلسطين وسورية ولبنان، وكل مكان، وتشردت العائلات والنسوة والبنات والأبناء في كل مكان، حتى عبروا للبحر الأبيض المتوسط بقوارب مطاطية بحثا عن النجاة من هذا القتل.
هذه ليست موعظة، لكنها مطالعة في زمن صعب، تزدوج فيه المعايير، فالذي لا ترضاه لأمتك وشعبك من قتل وذبح وتشريد، لا ترضاه للأمم الثانية، لأن كل الأمم بريئة، وكل الشعوب مجرد حطب في حرائق الكبار، والتنكيل بأطفالنا على سبيل المثال، في هذا المشرق بسبب الحروب، لا يمنحك رخصة تسترخص عبرها دماء أطفال الآخرين، ونساءهم، وحياتهم، ومستقبلهم الذي تبدد.
الصراع في أوكرانيا يمكن قراءته من زوايا كثيرة، لكن بلا شك تريد أوروبا وأميركا توريط بوتين والروس في الحرب، ولهذا كان عدم التدخل العسكري، يريدون استدراج روسيا، وذبحها لاحقا ببطء، عبر العقوبات، دون أن يموت جندي أميركي أو ألماني لأجلهم، فدول العالم اليوم، تحسب حسبتها الداخلية أولا، ولا تعرض جيوشها للمهالك لأي سبب، وكان من الطبيعي ترك أوكرانيا وحيدة، فهي مجرد فخ للروس، فوق أن الأوروبيين والأميركيين يخشون الروس عسكريا، ويتجنبون أي مواجهة عسكرية قد تؤدي إلى ما هو أعظم، مثل الحرب العالمية الثالثة، في ظل مخاوف اقتصادية، لا يحتملها العالم أساسا، بعد خروجه للتو من تأثيرات كورونا.
يدفع الأبرياء الثمن، بسبب جهل مركب لرئيس أوكرانيا، الذي كان الأولى به عدم تسليم بلاده بهذه السهولة إلى المحرقة الروسية، اعتمادا على دعم متوقع، أو احتمال ضم للناتو، أو حتى الاتحاد الأوروبي، فعلى من راهن أساسا؟ ولماذا لم يقم بتحييد بلاده، عن صراعات الكبار؟
الحروب أسوأ شقاء يمكن أن يواجهه الإنسان، يكفي خوف الكبار، والأطفال، والنساء، وتدمير الحياة، يكفي الهلع والرعب، وهكذا كانت البشرية طوال عمرها تتسلط على بعضها البعض، وتاريخ البشرية غارق في الدماء، وربما حصيلة الحروب بلغت مئات الملايين في كل الحروب المعدودة، وغير المعدودة، ولم يدفع الثمن سوى الأبرياء، ونسي التاريخ الظالم وجوههم.
لكن الفارق في كل قصة أوكرانيا، تمني العرب أن تتحول إلى حرب عالمية ثالثة، تحرق الشرق والغرب، وتخلص العرب من القوى المتسلطة، حتى لو أدى ذلك إلى حرق العالم العربي، فهذه أمنية باطنية لا يجاهر بها كثيرون، وهذه بحد ذاتها بحاجة إلى دراسة، لأن يأس العربي أوصله إلى أن الحل الوحيد لكل همومه، ومن بينها وجود إسرائيل، أن تنشب حرب عالمية ثالثة، تعيد صياغة الخرائط، وتقلب كل شيء رأسا على عقب، لعل وعسى يتغير العالم لمصلحته، بعد أن فقد قدرته على تغيير أي شيء، على مستوى حياته الفردية، أو حياته القومية.
هذه جاهلية، لأن الشعوب تحت الذبح، فيما بعضنا يتندر، ويريد استضافة الأوكرانيات كلاجئات، وفي هذا استخفاف بدماء البشر، لا يرضونه لبنات العرب بالمقابل، فوق أن الإنسان العربي، لا يرى نفسه بالمرآة، ويظن نفسه وسيما فاتنا، ستركع عند قدميه النسوة من كل مكان.
حتى التندر والسخرية، لا يليقان بالموت، لأننا أمام مذبحة، يموت فيها الروسي والأوكراني، ويعودان إلى أهاليهما مجرد ضحايا، يبكي عليها الأبرياء من شعوب العالم، مثلما بكى لدينا أبناء العراق وفلسطين وسورية ولبنان، وكل مكان، وتشردت العائلات والنسوة والبنات والأبناء في كل مكان، حتى عبروا للبحر الأبيض المتوسط بقوارب مطاطية بحثا عن النجاة من هذا القتل.
هذه ليست موعظة، لكنها مطالعة في زمن صعب، تزدوج فيه المعايير، فالذي لا ترضاه لأمتك وشعبك من قتل وذبح وتشريد، لا ترضاه للأمم الثانية، لأن كل الأمم بريئة، وكل الشعوب مجرد حطب في حرائق الكبار، والتنكيل بأطفالنا على سبيل المثال، في هذا المشرق بسبب الحروب، لا يمنحك رخصة تسترخص عبرها دماء أطفال الآخرين، ونساءهم، وحياتهم، ومستقبلهم الذي تبدد.
الصراع في أوكرانيا يمكن قراءته من زوايا كثيرة، لكن بلا شك تريد أوروبا وأميركا توريط بوتين والروس في الحرب، ولهذا كان عدم التدخل العسكري، يريدون استدراج روسيا، وذبحها لاحقا ببطء، عبر العقوبات، دون أن يموت جندي أميركي أو ألماني لأجلهم، فدول العالم اليوم، تحسب حسبتها الداخلية أولا، ولا تعرض جيوشها للمهالك لأي سبب، وكان من الطبيعي ترك أوكرانيا وحيدة، فهي مجرد فخ للروس، فوق أن الأوروبيين والأميركيين يخشون الروس عسكريا، ويتجنبون أي مواجهة عسكرية قد تؤدي إلى ما هو أعظم، مثل الحرب العالمية الثالثة، في ظل مخاوف اقتصادية، لا يحتملها العالم أساسا، بعد خروجه للتو من تأثيرات كورونا.
يدفع الأبرياء الثمن، بسبب جهل مركب لرئيس أوكرانيا، الذي كان الأولى به عدم تسليم بلاده بهذه السهولة إلى المحرقة الروسية، اعتمادا على دعم متوقع، أو احتمال ضم للناتو، أو حتى الاتحاد الأوروبي، فعلى من راهن أساسا؟ ولماذا لم يقم بتحييد بلاده، عن صراعات الكبار؟
الحروب أسوأ شقاء يمكن أن يواجهه الإنسان، يكفي خوف الكبار، والأطفال، والنساء، وتدمير الحياة، يكفي الهلع والرعب، وهكذا كانت البشرية طوال عمرها تتسلط على بعضها البعض، وتاريخ البشرية غارق في الدماء، وربما حصيلة الحروب بلغت مئات الملايين في كل الحروب المعدودة، وغير المعدودة، ولم يدفع الثمن سوى الأبرياء، ونسي التاريخ الظالم وجوههم.
لكن الفارق في كل قصة أوكرانيا، تمني العرب أن تتحول إلى حرب عالمية ثالثة، تحرق الشرق والغرب، وتخلص العرب من القوى المتسلطة، حتى لو أدى ذلك إلى حرق العالم العربي، فهذه أمنية باطنية لا يجاهر بها كثيرون، وهذه بحد ذاتها بحاجة إلى دراسة، لأن يأس العربي أوصله إلى أن الحل الوحيد لكل همومه، ومن بينها وجود إسرائيل، أن تنشب حرب عالمية ثالثة، تعيد صياغة الخرائط، وتقلب كل شيء رأسا على عقب، لعل وعسى يتغير العالم لمصلحته، بعد أن فقد قدرته على تغيير أي شيء، على مستوى حياته الفردية، أو حياته القومية.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي