الثلاثاء 2024-11-26 03:21 ص
 

باص عمان .. نرى ونأمل!

02:38 م
یلیق بعمان باص سریع وخطوط نقل میسرة ، كما یلیق بعاصمتنا الحبیبة بیئة نقل نظیفة خالیة من كلمات نابیة، وباصات مھترئة وشوارع متكسرة، فكل ذاك حق لعماننا التي نحب، ونرید أن تصبح جوھرة بین عواصم الامم، نفاخر فیھا العالم، ونقدم من خلالھا رؤیة متقدمة لما نطمح الیھ.اضافة اعلان


نھایة الشھر الماضي أطلق رئیس الوزراء عمر الرزاز مشروع باص عمان، وبحسب الرؤیة التي تحدثت عنھا أمانة عمان فإن الفكرة ستكبر لتشمل كل احیاء عمان وشوارعھا، ویتضمن المشروع 135 حافلة نموذجیة بكلفة 18 ملیون دینار، حیث أكدت الأمانة أن المشروع سیعمل بإمكانات حدیثة من حیث طریقة الدفع التي ستكون إلكترونیة بالاعتماد على بطاقات الدفع القابلة لإعادة الشحن والتي یمكن الحصول علیھا من نقاط البیع المنتشرة، كما یتم إعادة شحنھا بسھولة
وبسرعة من نقاط مختلفة أیضاً وقالت إن المرحلة ھي الأولى في خطة لتشغیل 286 حافلة مع نھایة العام 2020 ،وتم تشغیل المشروع من خلال 55 موقفا و33 محطة حتى اللحظة، وستتردد الحافلات على الموقف الواحد من 30 إلى 35 مرة، وتتسع الحافلات الكبیرة لـ 52 راكبا، ضمن مسارات وترددات ثابتة.

وھنا لا أذیع سرا ان اعترفت أن الفكرة رائدة وتستحق الثناء، ولكن في نفس المقام یتوجب ألا نجعلھا كعاصفة تھب وتذھب سریعا، وقتھا ستضاف فكرة باص عمان لأفكار أخرى أطلقت وأخذت ھالة إعلامیة ومن ثم خبت وانطفت ولم یعد لھا ذكر.
لا شك أن النقل في الأردن بشكل عام وفِي عمان بشكل خاص كان عبر سنین خلت معضلة، لم تستطع الحكومات المتعاقبة إیجاد حلول جذریة وناجعة لھ، فكانت كل الحلول لحظیة وغیر منتجة ومتثاقلة، ولم تستطع ان تخرجنا من أزمات المرور الخانقة التي نمر بھا یومیا، ولذا توسعت المشكلة وأخذت ابعادا متصاعدة.

ولذا فإن التفكیر المستقبلي الجمعي ھو الذي نحتاج الیھ حاضرا لكي نصل لسبل حقیقیة لمعالجة أزمة النقل التي نعاني منھا جمیعا، والازمة تلك باتت مركبة لدرجة أنھا اصبحت عائقا أمام المرأة بشكل خاص في الالتحاق بسوق العمل، ودلالة ذاك أنھ من غیر المعقول أبدا أن تحصل الفتیات على المراتب الاولى في الثانویة العامة وكذا في الجامعات، ومن ثم تكون المرأة الاردنیة ھي الأقل حضورا في سوق العمل، وقد استمعت لوجھات نظر الكثیر من السیدات اللواتي أكدن ان جزءا من سبب عزوف المرأة عن سوق العمل ھو مشكلة النقل والمواصلات التي لا تؤمن للمواطنات بشكل خاص والمواطنین بشكل عام آلیة وصول سلسة، والحق فإن النقل في المملكة مشكلة صعبة ومتواصلة، وما علینا كي نشعر بالمشكلة إلا ان نستقل باصا في شوارع عمان، وقتھا یمكننا الوقوف على عمق الأزمة وتجذرھا.

لسنا ھنا بحاجة لمواصلة تشریح الأمور والصعوبات التي تواجھ النقل، والوقوف على عمق الازمة، فالكل یعرف حجمھا، واعتقد جازما ان دولة رئیس الوزراء عمر الرزاز یعرف حجمھا ایضا ولدیھ أفكار مسبقة حولھا، ولذا امام كل ھذا الواقع المؤلم فإن أي حلول یتوجب أن تكون جذریة ودائمة.

وقبل أن یقول قائل إن مشروع الباص السریع الذي تعمل أمانة عمان علیھ، وكذا فكرة باص عمان من المتوقع ان تسھم في الحد من الأزمة الخانقة التي نعاني منھا ومن مشكلة النقل المتأصلة التي باتت تؤرق الجمیع، فإنني أقف بجانب أولئك المتأملین بنجاعة الفكرة وإمكانیة الحد من تلك المشكلة المتأصلة والمقلقة، وقبل التوسع بحجم التفائل فإن الواجب یدفعنا لتسلیط الضوء على أمور مھمة یتوجب على الحكومة التقاطھا وأبرزھا أھمیة إقناع المواطن أن خطوط النقل الجدیدة تختلف كلیا عما عانیناه سابقا، وتعزیز ثقافة النقل من خلال تأمین خط نقل سلیم ونظیف ویمكن لكل الناس التعامل معھ، لنرى ونأمل.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة