.. وفي اواخر فصل الشتاء وبدايات فصل الربيع، كنا أيضا نكدح، وحين نستسلم للعطش، كنا نبحث عن تجاويف على سطوح الصخور، نسميها (جرون ومفردها جرن)، مملوءة بماء المطر أو ببقاياه، ولأننا لا نعلم من سبقنا من الكائنات إليها فشرب منها، او ربما اغتسل فيها، لكنه العطش، يقنعنا بأن نتبع الرواية المحكية، فنرمي في الجرن 7 (حصيّات)، ثم نبسمل، ونشرب حتى نرتوي.اضافة اعلان
وفي الصيف اللاهب، كانت الآبار الارتوازية من الحياض التي تدافع عنها القبائل، ومفاتيحها القديمة محفوظة في رقاب الرعاة، يردونها في الظهيرة، ويصدرون عنها قبيل العصر، بعد أن يحكموا إغلاقها، ويحتفظون بالمفاتيح، وكنا أحيانا نحمل الدلو او نصنعه، ونذهب للبئر بعد البئر ونجدها مغلقة أبوابها بإحكام، لكننا كنا نضع الحصيات السبع ثم نرتوي من حوض البئر، ونعود للحصادين بلا ماء نحمله..
أقول لنفسي اليوم: هل كنا سنعطش مثل ذلك العطش لو كانت الحكومات او وزارة الزراعة في ذلك الوقت تنشىء «الحفائر» و السدود الترابية، التي تحتفظ بمياه الأمطار، قبل أن تغور متعمقة في طبقات الأرض السفلية، وتتركها يابسة جدباء؟.
بالطبع سيكون الحال مختلفا:
مياه الأمطار هي حالة ومرحلة من مراحل دورة نقطة الماء، التي لا تفنى ولا تستحدث، لكنها تتنقل من مكان لآخر، فتتبخر من البحار والمحيطات، وتتكاثف على شكل غيوم، يسوقها الريح فتهبط على مكان ما من سطح الأرض، وهي قليلة الهبوط في اراضينا شبه الصحراوية، لذلك تقوم الحكومات بحفر الحفائر وإقامة السدود الترابية في تلك المناطق، في عملية تسمى بالحصاد المائي، تهدف للاحتفاظ بكميات من مياه الامطار، يستخدمها مربو الأغنام، وبعض المزارعين، لسقاية مزروعاتهم وأغنامهم في الربيع والصيف والخريف.
السدود الخرسانية التي تشرف عليها وزارة المياه والري وعددها 11 سدا، تبلغ طاقتها التخزينية حوالي 330 مليون متر مكعب، بينما يتم تجميع كمية تبلغ 67 مليون متر مكعب من من 129 حفيرة تحصد (10 مليون متر مكعب) من مياه الأمطار، و38 سدا ترابيا تحصد حوالي (57 مليون متر) من مياه الامطار أيضا، وسوف يزداد عدد هذه الحفائر والسدود الترابية التي أنشأتها سابقا وزارة الزراعة، 60 حفيرة وسدا ترابيا جديد، تحصد حوالي 4.5 مليون متر مكعب أخرى من مياه الأمطار، حسب خطة العام الحالي 2022، التي أعلنتها الوزارة قبل أسابيع، فمجموع ما تحصده هذه الحفائر والسدود الترابية يزيد عن خمس السعة التخزينية للسدود الخرسانية ال 11 المذكورة، وهذا يبين حجم الفائدة التي يجنيها المزارعون ومربو الأغنام من الحفائر والسدود، التي لا تقارن كلفتها بكلفة سد خرساني واحد، وهذه ليست مقارنة بين النوعين، لكنها مقاربة، تؤكد أن وزارة الزراعة تفكر بالاتجاه الصحيح، وتسعى لتحقيق اكثر الفوائد الممكنة من المياه المتاحة، ولهذا يجري إعداد خارطة واحدة للحصاد المائي على المستوى الوطني بالتعاون بين وزارتي الزراعة والمياه والري والمركز الجغرافي.
هناك مشاريع على صعيد الحصاد المائي ممولة من جهات مانحة، وستتبلور أكثر في الأيام القليلة القادمة، وسنتحدث عنها في وقتها.
وفي الصيف اللاهب، كانت الآبار الارتوازية من الحياض التي تدافع عنها القبائل، ومفاتيحها القديمة محفوظة في رقاب الرعاة، يردونها في الظهيرة، ويصدرون عنها قبيل العصر، بعد أن يحكموا إغلاقها، ويحتفظون بالمفاتيح، وكنا أحيانا نحمل الدلو او نصنعه، ونذهب للبئر بعد البئر ونجدها مغلقة أبوابها بإحكام، لكننا كنا نضع الحصيات السبع ثم نرتوي من حوض البئر، ونعود للحصادين بلا ماء نحمله..
أقول لنفسي اليوم: هل كنا سنعطش مثل ذلك العطش لو كانت الحكومات او وزارة الزراعة في ذلك الوقت تنشىء «الحفائر» و السدود الترابية، التي تحتفظ بمياه الأمطار، قبل أن تغور متعمقة في طبقات الأرض السفلية، وتتركها يابسة جدباء؟.
بالطبع سيكون الحال مختلفا:
مياه الأمطار هي حالة ومرحلة من مراحل دورة نقطة الماء، التي لا تفنى ولا تستحدث، لكنها تتنقل من مكان لآخر، فتتبخر من البحار والمحيطات، وتتكاثف على شكل غيوم، يسوقها الريح فتهبط على مكان ما من سطح الأرض، وهي قليلة الهبوط في اراضينا شبه الصحراوية، لذلك تقوم الحكومات بحفر الحفائر وإقامة السدود الترابية في تلك المناطق، في عملية تسمى بالحصاد المائي، تهدف للاحتفاظ بكميات من مياه الامطار، يستخدمها مربو الأغنام، وبعض المزارعين، لسقاية مزروعاتهم وأغنامهم في الربيع والصيف والخريف.
السدود الخرسانية التي تشرف عليها وزارة المياه والري وعددها 11 سدا، تبلغ طاقتها التخزينية حوالي 330 مليون متر مكعب، بينما يتم تجميع كمية تبلغ 67 مليون متر مكعب من من 129 حفيرة تحصد (10 مليون متر مكعب) من مياه الأمطار، و38 سدا ترابيا تحصد حوالي (57 مليون متر) من مياه الامطار أيضا، وسوف يزداد عدد هذه الحفائر والسدود الترابية التي أنشأتها سابقا وزارة الزراعة، 60 حفيرة وسدا ترابيا جديد، تحصد حوالي 4.5 مليون متر مكعب أخرى من مياه الأمطار، حسب خطة العام الحالي 2022، التي أعلنتها الوزارة قبل أسابيع، فمجموع ما تحصده هذه الحفائر والسدود الترابية يزيد عن خمس السعة التخزينية للسدود الخرسانية ال 11 المذكورة، وهذا يبين حجم الفائدة التي يجنيها المزارعون ومربو الأغنام من الحفائر والسدود، التي لا تقارن كلفتها بكلفة سد خرساني واحد، وهذه ليست مقارنة بين النوعين، لكنها مقاربة، تؤكد أن وزارة الزراعة تفكر بالاتجاه الصحيح، وتسعى لتحقيق اكثر الفوائد الممكنة من المياه المتاحة، ولهذا يجري إعداد خارطة واحدة للحصاد المائي على المستوى الوطني بالتعاون بين وزارتي الزراعة والمياه والري والمركز الجغرافي.
هناك مشاريع على صعيد الحصاد المائي ممولة من جهات مانحة، وستتبلور أكثر في الأيام القليلة القادمة، وسنتحدث عنها في وقتها.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي