يوشك العام 2021 على الرحيل وما أسعدنا بذلك. لقد كان عاما قاسيا تلقينا فيه عدد من الضربات والتحديات. كان يفترض بهذا العام ان يكون عام الفخار الوطني، موسم الاحتفاء بمئوية الدولة، التي كنا نتحضر لها منذ الاحتفاء بمئوية الثورة العربية الكبرى، لكننا لم نذق طعم الاحتفاء، وخرجنا من ازمة الى اخرى غير مسبوقة على مدى المائة عام الماضية.
في الثلث الاول من العام، اطلت علينا الفتنة اللعينة، حاولت المساس باستقرار الدولة، الذي عنوانه استقرار العرش، وخرج علينا من استغل حالنا الاقتصادي، وعوزنا المعيشي، ليحقق مآرب سياسية. رقصوا واستغلوا اوجاعنا، ومارسوا ابشع انواع الشعبوية المضللة، ومن شدة سوء ما حدث انه أتى من ذوي القربى، الذين خرجوا عن تقاليد الدولة والحكم الهاشمي عبر التاريخ، الذي كان آل البيت دوما عبره ملتفون حول وعضيدون لعميدهم في زمانهم. وقفت اجهزة الدولة وقفة حازمة قوية بوجه محاولات المساس بأمن الدولة، حمت الدولة وعرشها، فعلت ذلك برجولة واحترافية، ما اثلج صدور الأردنيين من قوة وحكمة وقدرة لأجهزتهم في الحفاظ على الاستقرار ووقف اي عبث.
بعد ذلك، اطل علينا نائب استباح القيم السياسية والاجتماعية الأردنية، وخرج عنها بخطاب تحريضي تقسيمي مس الوحدة الوطنية. أغضب ذلك الأردنيين وأثار استهجانهم، وعجز البرلمان عن التعامل مع الأمر، فكان أن تدخل سيف القانون والعدالة، وذلك أرسل رسالة واضحة بأن الدولة اقوى من الجميع، وانه لن يُسمح لأحد باستغلال سعة صدر الدولة لمس ثوابتنا ووحدتنا الوطنية.
ثم أطلت علينا فتنة جديدة “وثائق بندورا”، استهدفت الأردن وحاولة النيل منه، وبثت الاكاذيب، وتم تمويل حملات اعلامية ورقمية لتشويه للبلد وقيادته، في عمل خلا من المهنية والاحترافية والمناقبية. تصدى لذلك وعي الأردنيين، وتنسيق عالي المستوى بين كافة اركان الدولة، فعبرنا الازمة وقاومناها.
بالرغم من هذه الضربات، فلم يكن كامل العام سيئا، فقد رحلت ادارة ترامب صاحبة صفقة القرن الماسة بمصالح الأردن، وجاءت ادارة اكثر اتزانا تتفهم دور الأردن وتحترم مصالحه. كما رحل ايضا نتنياهو، بكل حقده ولؤمه مع الأردن، والذي لنا معه ثأر خاص، لتأتي حكومة أخرى تبدو آفاق التعاون الحتمي معها اكثر يسرا. كما تلمنسا في أواخر هذا العام تقديرا متناميا من اشقائنا بالخليج لدورنا ومواقفنا الصادقة المتزنة، بعد ان ثبت لهم نبل الأردن وصدق مواقفه وحكمة طرحه.
شهد ايضا هذا العام خطوات اصلاحية سياسية مهمة تمثلت في تشكيل لجنة ملكية لتحديث منظومة الأردن السياسية، وشكلت مخرجاتها حالة سياسية متقدمة من الاصلاح ما يزال يسير بطرق اقراره الدستورية. التجربة برمتها كانت ايجابية وقد انعكس ذلك على المزاج العام، وبتنا اكثر قربا من شكل الديمقراطية التي ننشد، والتي هي طريقنا لمزيد من الاصلاح والكفاية الاقتصادية والادارية.
نودع 2021 بعظيم صعوباته وبعض ايجابياته، تحمل فيه الأردنيون الكثير، وعلى رأسهم الملك، اعانه الله على الجبال التي يحملها على كتفه. نودع العام وعيوننا متفائلة على عام مقبل يكون اكثر إشراقا علينا وعلى بلدنا. كل عام وأنتم بخير.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي