وزير الصحة الدكتور سعد جابر في المؤتمر الصحفي أمس، قال إنه كلما زادت نسبة فتح القطاعات، والتخفيف من الإغلاقات، زاد عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا. ورغم تعبيره عن الصدمة بتسجيل 14 إصابة كورونا في الزرقاء وحدها أمس، إلا أنه أعاد التأكيد على أن الوضع جيد، وأن فِرقَ التقصي الوبائي قادرةٌ على تنظيف أماكن تواجد العدوى.اضافة اعلان
لم يعد الأمر مفهوما أبدا، فخلال يومين فقط يتم تسجيل 36 حالة (16 يوم الاثنين، و20 يوم الثلاثاء)، والأرقام تبدو وكأنها في ازدياد، والحكومة تقر بالأسباب التي أدت إلى ذلك، بينما وزير الإعلام أمجد العضايلة يذهب إلى التأكيد عن أن النجاح الذي حققه الأردن هو بسبب التزام المواطنين.
قبل نحو شهر كنا نسجل عددا محدودا من الإصابات التي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وكنا نعتبر ذلك بمثابة جرس إنذار على أن الوضع الصحي في المملكة خطير، وأن على الناس الالتزام في منازلها، والتقيد بالتباعد الاجتماعي، ما كان يستدعي من الحكومة التلويح بإجراءات أكثر صرامة في حال التهاون بهذا الأمر. لكننا اليوم نسجل 20 حالة، بينما تقول الحكومة إن الوضع تحت السيطرة! إذا، ما الذي تغير؟ وهل هناك تطورات ما لم يتم الكشف عنها للعموم؟.
يمكننا بسهولة ملاحظة أن لغة الخطاب الجديدة المستخدمة في الإيجاز الصحفي لوزيري الصحة والإعلام تركّز على بعث رسائل طمأنة إلى الناس مهما كانت أعداد الإصابات المسجلة، فلم يعد “كورونا” يشكل خطرا يحدق بالشارع الأردني، وبالبنية التحتية للقطاع الصحي، أو ربما استطاع الأردنيون التكيف مع الواقع الجديد المفروض عليهم، وهم اليوم يطمحون إلى معاودة النشاط الاقتصادي، وفتح المزيد من القطاعات التي باتت لها الأولوية على أي اعتبار انسجاما مع سياسة “مناعة القطيع”. الإجراءات المتبعة والانفتاح المتوالي في جميع الاتجاهات يؤكد على ذلك.
وزير الإعلام أشار إلى أن “عودة الحياة إلى طبيعتها مرتبط بالوضع الوبائي”. وفي ضوء التراخي في الإجراءات الحكومية الحالية والتساهل مع تحركات الناس والاختلاط الكبير بين المواطنين فلن تكون هناك حياة طبيعية، فالمجتمع الأردني سيواصل الدوران حول نفسه، وستظل هناك إصابات يتم تسجيلها يوميا، لا ندري إن كانت ستقفز كثيرا أو تظل ضمن ما تم التواطؤ على أنه “مقبول”.
بصراحة تامة، لم نعد نفهم شيئا، والأردنيون تبدو عليهم الحيرة من خلال تساؤلات كثيرة يطرحونها على بعضهم، أو على مواقع التواصل الاجتماعي، تتركز في مجملها حول إدارة ملف أزمة كورونا بشكلها الجديد الذي يظهر حاليا، والفرق الكبير بينها وبين ما كان قائما من إجراءات مشددة مع بداية الإغلاق. لكن المحبط هو أن غالبية هذه التساؤلات تبقى بلا إجابة.
الأردنيون، الذين سجنوا أنفسهم أسابيع طويلة في منازلهم مضحين بكثير من الأمور حتى يساهموا مع الدولة في التخلص من الوباء، يريدون شرحا وافيا من الحكومة على سؤال “كيف يكون الوضع الصحي جيدا بينما الإصابات في ازدياد تصاعدي؟”.
لم يعد كافيا اليوم أن يخرج وزير الصحة أو وزير الإعلام لسرد حالة الوباء والإصابات اليومية، أو قراءة أوامر الدفاع وما يترتب عليها من إجراءات، أو تحديد أيام السماح بالحركة من الأيام التي “تستوجب” غلقا شاملا. كل هذا لم يعد كافيا اليوم، لأنه لا يفسر أو يحلل أو يشرح إلى أين نحن ذاهبون، وما هي طبيعة المرحلة التي نحن بصدد دخولها في القريب العاجل، وكيفية التعامل معها من أجل أن نتجاوزها بسلام.
المطلوب اليوم، مكاشفة وشفافية قصوى تضع المواطن في صورة التطورات الأخيرة بشأن الوباء محليا، وما إذا كنا في صدد دخول مرحلة أكثر تقدما في هذا السياق، أم أن الكلف الاقتصادية الكبيرة حتّمت على الدولة تبني سياسات وإجراءات جديدة لمواجهة الوباء، ربما يكون من بينها سياسة “مناعة القطيع” والتعايش مع الفيروس.
الوباء يدخل مناطق جديدة للمرة الأولى، وبأعداد كبيرة بعض الشيء، لذلك نرجو أن لا تظل الحكومة تردد أن الوضع مطمئن من دون أي شرح علمي أو واقعي. نريد أن نعرف؛ لماذا بات الوضع مطمئنا اليوم؟.
لم يعد الأمر مفهوما أبدا، فخلال يومين فقط يتم تسجيل 36 حالة (16 يوم الاثنين، و20 يوم الثلاثاء)، والأرقام تبدو وكأنها في ازدياد، والحكومة تقر بالأسباب التي أدت إلى ذلك، بينما وزير الإعلام أمجد العضايلة يذهب إلى التأكيد عن أن النجاح الذي حققه الأردن هو بسبب التزام المواطنين.
قبل نحو شهر كنا نسجل عددا محدودا من الإصابات التي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وكنا نعتبر ذلك بمثابة جرس إنذار على أن الوضع الصحي في المملكة خطير، وأن على الناس الالتزام في منازلها، والتقيد بالتباعد الاجتماعي، ما كان يستدعي من الحكومة التلويح بإجراءات أكثر صرامة في حال التهاون بهذا الأمر. لكننا اليوم نسجل 20 حالة، بينما تقول الحكومة إن الوضع تحت السيطرة! إذا، ما الذي تغير؟ وهل هناك تطورات ما لم يتم الكشف عنها للعموم؟.
يمكننا بسهولة ملاحظة أن لغة الخطاب الجديدة المستخدمة في الإيجاز الصحفي لوزيري الصحة والإعلام تركّز على بعث رسائل طمأنة إلى الناس مهما كانت أعداد الإصابات المسجلة، فلم يعد “كورونا” يشكل خطرا يحدق بالشارع الأردني، وبالبنية التحتية للقطاع الصحي، أو ربما استطاع الأردنيون التكيف مع الواقع الجديد المفروض عليهم، وهم اليوم يطمحون إلى معاودة النشاط الاقتصادي، وفتح المزيد من القطاعات التي باتت لها الأولوية على أي اعتبار انسجاما مع سياسة “مناعة القطيع”. الإجراءات المتبعة والانفتاح المتوالي في جميع الاتجاهات يؤكد على ذلك.
وزير الإعلام أشار إلى أن “عودة الحياة إلى طبيعتها مرتبط بالوضع الوبائي”. وفي ضوء التراخي في الإجراءات الحكومية الحالية والتساهل مع تحركات الناس والاختلاط الكبير بين المواطنين فلن تكون هناك حياة طبيعية، فالمجتمع الأردني سيواصل الدوران حول نفسه، وستظل هناك إصابات يتم تسجيلها يوميا، لا ندري إن كانت ستقفز كثيرا أو تظل ضمن ما تم التواطؤ على أنه “مقبول”.
بصراحة تامة، لم نعد نفهم شيئا، والأردنيون تبدو عليهم الحيرة من خلال تساؤلات كثيرة يطرحونها على بعضهم، أو على مواقع التواصل الاجتماعي، تتركز في مجملها حول إدارة ملف أزمة كورونا بشكلها الجديد الذي يظهر حاليا، والفرق الكبير بينها وبين ما كان قائما من إجراءات مشددة مع بداية الإغلاق. لكن المحبط هو أن غالبية هذه التساؤلات تبقى بلا إجابة.
الأردنيون، الذين سجنوا أنفسهم أسابيع طويلة في منازلهم مضحين بكثير من الأمور حتى يساهموا مع الدولة في التخلص من الوباء، يريدون شرحا وافيا من الحكومة على سؤال “كيف يكون الوضع الصحي جيدا بينما الإصابات في ازدياد تصاعدي؟”.
لم يعد كافيا اليوم أن يخرج وزير الصحة أو وزير الإعلام لسرد حالة الوباء والإصابات اليومية، أو قراءة أوامر الدفاع وما يترتب عليها من إجراءات، أو تحديد أيام السماح بالحركة من الأيام التي “تستوجب” غلقا شاملا. كل هذا لم يعد كافيا اليوم، لأنه لا يفسر أو يحلل أو يشرح إلى أين نحن ذاهبون، وما هي طبيعة المرحلة التي نحن بصدد دخولها في القريب العاجل، وكيفية التعامل معها من أجل أن نتجاوزها بسلام.
المطلوب اليوم، مكاشفة وشفافية قصوى تضع المواطن في صورة التطورات الأخيرة بشأن الوباء محليا، وما إذا كنا في صدد دخول مرحلة أكثر تقدما في هذا السياق، أم أن الكلف الاقتصادية الكبيرة حتّمت على الدولة تبني سياسات وإجراءات جديدة لمواجهة الوباء، ربما يكون من بينها سياسة “مناعة القطيع” والتعايش مع الفيروس.
الوباء يدخل مناطق جديدة للمرة الأولى، وبأعداد كبيرة بعض الشيء، لذلك نرجو أن لا تظل الحكومة تردد أن الوضع مطمئن من دون أي شرح علمي أو واقعي. نريد أن نعرف؛ لماذا بات الوضع مطمئنا اليوم؟.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي