في بلدنا، الكل ينتقد الكل، ولا أحد يعترف بمسؤوليته عن أخطائه، حتى الذين ما يزالون يجلسون على مقاعد الوظيفة العامة يتبادلون اتهامات التقصير، ويتقاذفون النصائح على الأثير، الأسوأ من ذلك أن تتحول هذه المناوشات لصراعات خفية بين المراكز، ثم تتسبب بتعطيل القرارات، وإرباك الأداء العام للدولة، فيما حالة البلاد تتراجع، وأنين أوجاع الأردنيين يتصاعد.اضافة اعلان
حالة الانتقاد هذه لا تعبر عن حيوية النخب السياسية، ولا تعكس ما يفترض أن تتمتع به السياسة من عافية، على العكس تماما، افتقاد الحيوية والعافية أنتج طبقة من المسؤولين برتبة موظفين كبار، قضيتهم الأولى الدفاع عن أنفسهم ومواقعهم، والتمترس خلف امتيازاتهم، وبالتالي تحولت المؤسسات إلى جزر معزولة غاب بينها التنسيق ، واحتدمت فيما بينها حسابات الغالب والمغلوب، أما الضحية فهو “الصالح العام”، بما يمثله من مشترك بين الأردنيين ودولتهم.
حين تدقق فيما يطفو على السطح، تكتشف، مثلا، حدة الخطاب النيابي تجاه الحكومة، فتتصور أن الموازنة لن تمر، لكنها تمر وبسهولة، تكتشف أيضا جرأة كبار المسؤولين على تشريح الوضع القائم، وحين تراجع أداءهم ومواقفهم وقتما كانوا يتربعون على الكراسي، تجد أن الوضع القائم هو الأخ الشقيق للوضع الفائت، المفارقة الغريبة أن هؤلاء وغيرهم ممن تقلبوا على المناصب، أو ما يزالون فيها، شركاء فيما وصلنا إليه، والأفضل لو أنهم اعتزلوا أو أعارونا صمتهم، أو انشغلوا بمحاسبة أنفسهم، أو تركوا لغيرهم أن يقوم بواجبه، والناس كفيلون بمحاسبته.
في بلدنا، تتصارع بعض النخب على الخيبات، لا على الإنجازات، وتوجه سهام انتقاداتها للأردنيين، باعتبارهم السبب لكل ما أصابنا من فشل، وتدافع عن أخطائها وتبررها ما دامت قيد الوظيفة، ثم تنقلب على المشهد ، وتنضم لصفوف المعارضة المؤقتة، بانتظار “تكريمها” بموقع آخر، فإذا تأخر أو فات الأوان، باشرت إطلاق النار بكل اتجاه.
في بلدنا، لوحتان ناطقتان باسم النخب التي نزلت “بالبرشوت”، لوحة” الفهلوة” التي تمتزج فيها خطوط الشطارة مع الخفّة والتذاكي، ورشّة ألوان من الفساد وأخرى من التدين المغشوش، وثالثة من الوطنية “البرتقالية”، ولوحة “الطرشان” التي تعكس مشهد من تكلموا بالقضية وسط ضجيج الصراخ، لا أحد يسمع الآخر، ولا يريد أن يسمعه، استغرقوا جميعا في دوامة “الطرشنة” والشك والاتهام، واختصروا الأزمة بانتصار من على من، وكأنهم لا يسمعون إلا أصواتهم، فيما أصوات الناس وقضاياهم لا علاقة لهم بها.
يشعر الأردنيون “باليتم”، حين يستعرضون وجوه بعض النخب التي يفترض أنها تمثلهم، أو تتحدث باسمهم، تذهب ذاكرتهم بعيدا لتستدعي “رجالات الدولة” الذين تركوا بصماتهم في وجدانهم، يراودهم سؤال واحد: هل عقمت أرحام الأردنيات عن ولادة رجالات دولة بحجم هموم الأردنيين وطموحاتهم، أو بحجم الدولة التي بناها آباؤهم وأجدادهم، أم أن ثمة إجهاضا متعمدا جرى لكي لا يخرج هؤلاء للحياة، ثم يملأ فراغهم آخرون من طينة مختلفة؟
ما لم تستعد الدولة والمجتمع معا عافيتهما الوطنية، وتتحرك عجلة السياسة على سكتها الطبيعية، بلا مطبات ولا مصدات، سنظل أسرى لعملية تدوير النخب واستبدالها من العلبة ذاتها، كما سنظل محرومين من معارضة وطنية تحظى بثقة الناس وقبولهم، مصلحة الدولة أن يكون لها “رجالاتها”، لا يهم أين مواقعهم، في إدارة الشأن العام أم المعارضة، المهم أن يمثلوا قيم الدولة ومصالحها، وأن يتحركوا وفق هموم الناس وقضاياهم، أن يكون الأردن قضيتهم الأولى، والأردنيون بوصلتهم الوحيدة.
حالة الانتقاد هذه لا تعبر عن حيوية النخب السياسية، ولا تعكس ما يفترض أن تتمتع به السياسة من عافية، على العكس تماما، افتقاد الحيوية والعافية أنتج طبقة من المسؤولين برتبة موظفين كبار، قضيتهم الأولى الدفاع عن أنفسهم ومواقعهم، والتمترس خلف امتيازاتهم، وبالتالي تحولت المؤسسات إلى جزر معزولة غاب بينها التنسيق ، واحتدمت فيما بينها حسابات الغالب والمغلوب، أما الضحية فهو “الصالح العام”، بما يمثله من مشترك بين الأردنيين ودولتهم.
حين تدقق فيما يطفو على السطح، تكتشف، مثلا، حدة الخطاب النيابي تجاه الحكومة، فتتصور أن الموازنة لن تمر، لكنها تمر وبسهولة، تكتشف أيضا جرأة كبار المسؤولين على تشريح الوضع القائم، وحين تراجع أداءهم ومواقفهم وقتما كانوا يتربعون على الكراسي، تجد أن الوضع القائم هو الأخ الشقيق للوضع الفائت، المفارقة الغريبة أن هؤلاء وغيرهم ممن تقلبوا على المناصب، أو ما يزالون فيها، شركاء فيما وصلنا إليه، والأفضل لو أنهم اعتزلوا أو أعارونا صمتهم، أو انشغلوا بمحاسبة أنفسهم، أو تركوا لغيرهم أن يقوم بواجبه، والناس كفيلون بمحاسبته.
في بلدنا، تتصارع بعض النخب على الخيبات، لا على الإنجازات، وتوجه سهام انتقاداتها للأردنيين، باعتبارهم السبب لكل ما أصابنا من فشل، وتدافع عن أخطائها وتبررها ما دامت قيد الوظيفة، ثم تنقلب على المشهد ، وتنضم لصفوف المعارضة المؤقتة، بانتظار “تكريمها” بموقع آخر، فإذا تأخر أو فات الأوان، باشرت إطلاق النار بكل اتجاه.
في بلدنا، لوحتان ناطقتان باسم النخب التي نزلت “بالبرشوت”، لوحة” الفهلوة” التي تمتزج فيها خطوط الشطارة مع الخفّة والتذاكي، ورشّة ألوان من الفساد وأخرى من التدين المغشوش، وثالثة من الوطنية “البرتقالية”، ولوحة “الطرشان” التي تعكس مشهد من تكلموا بالقضية وسط ضجيج الصراخ، لا أحد يسمع الآخر، ولا يريد أن يسمعه، استغرقوا جميعا في دوامة “الطرشنة” والشك والاتهام، واختصروا الأزمة بانتصار من على من، وكأنهم لا يسمعون إلا أصواتهم، فيما أصوات الناس وقضاياهم لا علاقة لهم بها.
يشعر الأردنيون “باليتم”، حين يستعرضون وجوه بعض النخب التي يفترض أنها تمثلهم، أو تتحدث باسمهم، تذهب ذاكرتهم بعيدا لتستدعي “رجالات الدولة” الذين تركوا بصماتهم في وجدانهم، يراودهم سؤال واحد: هل عقمت أرحام الأردنيات عن ولادة رجالات دولة بحجم هموم الأردنيين وطموحاتهم، أو بحجم الدولة التي بناها آباؤهم وأجدادهم، أم أن ثمة إجهاضا متعمدا جرى لكي لا يخرج هؤلاء للحياة، ثم يملأ فراغهم آخرون من طينة مختلفة؟
ما لم تستعد الدولة والمجتمع معا عافيتهما الوطنية، وتتحرك عجلة السياسة على سكتها الطبيعية، بلا مطبات ولا مصدات، سنظل أسرى لعملية تدوير النخب واستبدالها من العلبة ذاتها، كما سنظل محرومين من معارضة وطنية تحظى بثقة الناس وقبولهم، مصلحة الدولة أن يكون لها “رجالاتها”، لا يهم أين مواقعهم، في إدارة الشأن العام أم المعارضة، المهم أن يمثلوا قيم الدولة ومصالحها، وأن يتحركوا وفق هموم الناس وقضاياهم، أن يكون الأردن قضيتهم الأولى، والأردنيون بوصلتهم الوحيدة.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي