الإثنين، 11-04-2022
02:59 م
كان المذيع الصيني الذي كان يقدم نصا باللغة العربية في تسجيل تم تداوله
عبر منصات التواصل الاجتماعي محقا وهو يطرح جملة من الأسئلة حول انحياز الغرب
العنصري في التعامل مع الأزمة الروسية – الأوكرانية؛ والانحياز الغربي للعرق
الأبيض دون غيره، فيما كان هذا الإعلام الممول من شركات ومتنفذين يصرف أقصى عبارات
النقد والشجب والاستنكار عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية!، وينتقد دفاع
الشعب الفلسطيني عن أرضه ومقاومته للنازيين الصهاينة، لا بل كان يتعاطف مع
الصهاينة والقتلة ويقف حائلا دون إدانتهم.
أسئلة التلفزيون الصيني باتت مشروعة في هذا الزمان الرديء، إذ أن انحياز
الغرب (إعلاما وكيانات) وإعلام بعض العرب كان مفضوحا لحد الفجاجة، فالغرب لطالما
تحدث عن الحياد في التعامل مع مجريات الأمور أينما كانت؛ لدرجة أن الوقاحة من بعض
منظري الإعلام الغربي كانوا يدعون للحياد في تغطية القضية الفلسطينية ومجرياتها،
ويطلبون في المؤتمرات أو المحاضرات أو غيرها بالتوازن -حسب قولهم- في التعامل مع
مجريات الحدث، متناسين أن الكيان الصهيوني يحتل أرضا ليست ارضه، ويقتل شعبا أعزل
ويمارس أقصى درجات العنصرية بحقه.
واستخدم الإعلام كلمة (قتيل) بدلا عن كلمة (شهيد) أثناء نقل مجريات أحداث
تحصل في فلسطين المحتلة، وللأسف اثر في رؤيته تلك على محطات إعلامية عربية بتنا
نشعر أحيانا أنها تنطق بصوت غربي أو عبري وليس بصوت عربي.
اليوم، انفضحت كيانات الغرب وإعلامه، وباتت تلك الدول مكشوفة تقف عريانة
أمام واقعها ذي المكيالين، فعندما تعلق الأمر بالأزمة الاوكرانية، رأينا انحيازات
فاضحة للغرب، وصورا مفبركة يجري تداولها لدرجة انهم استخدموا صورا من اعتقالات
وقصف صهيوني لغزة باعتباره يحصل في كييف أو غيرها من مدن أوكرانيا، في إطار كسب
تعاطف جماهيرها الغربية، والأكثر فجاجة كان استخدام صورة للطفلة (آنذاك) عهد
التميمي باعتبارها أوكرانية تتصدى لجنود روس.
وفِي الوقت عينه تسابق الغرب في فرض عقوبات على روسيا الاتحادية وقيادات
الكرملين، وشعوب روسيا وكل مكوناتها الاقتصادية، وسلحت حكومة كييف وجيشها بكل
الأسلحة الفتاكة، فيما الغرب المنحاز يقف مع الصهاينة ويدعم حضورهم.
آن الأوان أن ننظر للكأس الممتلئة وأن نستثمر هذا الانحياز الفاضح، وأن
نسمي الأمور بمسمياتها، فالإعلام الغربي ودوله أيدت ضمنا فتح باب تطوع مقاتلين في
كييف، ولذا بات علينا القفز عن توصيفات الغرب ونتعامل مع المقاومين في فلسطين
بوصفهم يدافعون عن أرضهم وشعبهم ومقدساتهم وأطفالهم وحرمة بيوتهم، وبالتالي فإن أي
فعل مقاوم يحصل علينا أن نتعامل معه بوصفه حقا مشروعا لأصحاب الأرض الحقيقيين وأن
من حق أولئك مقاومة محتلهم بشتى الطرق والأساليب، وأن أولئك المستعمرين الذين
يسكنون في مستوطنات على أرض ليست لهم من حق أصحاب الأرض إخراجهم منها وإعادتهم من
حيث جاءوا.