الأربعاء، 12-10-2022
04:05 م
ماذا تريدين من رجلٍ خمسيني ..تربّع فيه الشيب منذ سنوات و سكنته مطبّات الشوارع ..؟ رجلٍ كلّما قام للحبّ قامت الحرب وحاصرته جيوش بني عبس وبني مرّة وبني خرطوش وبني خيارة وبني حليب وبني سيجارة وبني حاوية وطلبت منه الاستسلام فوراً و تسليم القلب لأمانات المشرحة ..؟! رجلٍ لو أراد أن يغنّي للحياة ردّد الكورال خلفه : حتموت يعني حتموت..؟!.
ماذا تعتقدين إني فاعلٌ و أنا المفعول به .؟ أنا الذي أنازع منذ الميلاد ولم يمت للآن ..وكلّما شهق شهقة للحياة وضعوا له في كل زفير كلبشات و خناجر..وإذا ما أراد النوم على قارعة الطريق أغلقوا عينيه وسرقوا حلمه ووضعوا مكانه فيلم رعبٍ (أتش دي) بمؤثرات صوتية و موسيقى قاتلة..!
أتوق لأن أحبّك ..أو على الأدق : أتوق لأن أتفرّغ قليلاً لأحبّك ..رغم أنني صرت خمسينيًّا و العمر الذي انقضى لن يعود مهما رجوتُ الله وخشعتُ له ..! أريد حتى في هذا العمر أن أحتسي القهوة معك دون خوفٍ من جيوش البعير التي تحتسي البلادة على جثّة الحبّ و تتفاخر بأنها قتلت (عميلاً) كان يحاول أن يتعامل مع القلب..!
لا تلقي اللوم عليّ لأنني مقصّر بنعمة لقائك ..لومي الطريق و أصحاب الكمائن ..لومي الذين جعلوني أعيش العمر على أعصابي ..الذين سرقوا شهادة ميلادي و كتبوا شهادة الوفاة قبل أن تطلق بي أُمّي لأخرج للحياة بلا أسلحة وبلا مستقبل ..
ماذا تريدين من رجل خمسيني ؛ يجلد نفسه في اليوم خمسينن مرّة لأنه ضحيّة ..يجلد نفسه لأنه كلّما تنسّم ريح الحبّ وأراد أن يتبع نداء قلبه سرقوا ريحه و غيروا اتجاهها و جدعوا أنفه ..؟!
يا امرأةً ما زالت تنتظر ..إنّي قادم رغم جيوشهم وكمائنهم ..فلا تتوقفي عن الانتظار..