لم يكن العالم يوما نظيفا؛ فالنشاط سمة ثابتة في سوق المصالح، وبسببها لا يمكن ان نتخيل عالما هادئا متفقا على قانون او على قيم وأخلاق موحدة، لكن العرب دون غيرهم، يبوءون بمزيد من تهميش واعتداء على ثقافتهم ومنظومة قيمهم المستمدة من موروثهم الحضاري الأصيل، الذي ازدادت اهميته وبهاؤه حين جاءت رسالة الإسلام، والسبب سوق المصالح إياها، غالبا..
فلا يتوقع العربي أن يرضى عنه الشرق والغرب وأن يسمحوا له أن يتفوق، ولا حتى أن يستقر ويعيش حرا بمعتقداته ومبادئه وثقافته ولباسه وطعامه وشرابه وقوانينه. الحدث الرياضي الأبرز في الكوكب، تصفيات كأس العالم لكرة القدم، وعلى الرغم من أنه مجرد لعبة رياضية، إلا أنه ما زال موضوع نجاح قطر العربية باستضافته في نسخته الأخيرة، التي ستنطلق بعد أيام قليلة، ما زال أداة في أيدي تجار المصالح لتحقيق المزيد منها على حساب قطر او أي حساب آخر، فعلى الرغم من أن أياما قليلة تفصلنا عن انطلاقه في الدوحة، إلا أن الهجمة على قطر ما زالت مستمرة، واشتدت ضراوتها و»لا أخلاقيتها» في الأسبوع الماضي، وما زالت تزداد شراسة وهجوما على عقيدة وهوية وثروة الدولة القطرية، وفي حين أن الدول المستضيفة لهذا الحدث تتنفع منه اقتصاديا وإعلاميا وتسويقيا لهويتها، إلا أن قطر التي أنفقت عشرات المليارات لتجهيز البنية التحتية لهذا الحدث، ولا احتمالات لديها لتحقيق ارباح او حتى استعادتها، يراد لها أن تخسر اعلاميا أيضا، نتيجة الحملة الظالمة الأخيرة، والتي تشيطن قطر بدلا عن تسويقها وتقديمها وتقديم كل العرب بصورة تليق بهم وبثقافتهم واعتدالهم وإنسانيتهم.. وصبرهم الأسطوري على ظلم العالم للعرب. الجهات التي تقف خلف هذه الحملات المغرضة الهادفة للنيل من العرب قبل قطر، جهات كثيرة تعمل في سوق كبيرة..
هناك جهات متعددة الأحجام تريد مالا.. ومن بينها على سبيل المثال: ما حصل على صعيد المتقاعدين العسكريين الذين قامت شركة بالتعاقد معهم وتسفيرهم الى قطر، لقاء مال «زهيد»، ولم تفعل شيئا واختفت، فعاد الرجال الى الأردن!. ومن بين تلك الجهات، سياسية، تحرك جهات ومنظمات لتقوم بتسطير تقارير ضد قطر، وتتهمها بتجاوزها او تقصيرها على صعيد شرعة حقوق الإنسان.. إن الإهانة الحقيقية للإنسانية والحرية، تكمن في النضالات المتعلقة بمجتمع «الميم» بعد أعوذ بالله من كل شيطان رجيم، فهي الشيطان الرجيم بالنسبة لكل الشرائع السماوية وبالنسبة لقانون الخلق والمنطق والطبيعة، حيث لا يوجد مجتمع حول العالم الا ويرفض ويستهجن هذا المرض، لكن في السوق، هناك من يستثمر فيه، وينشئ له منظمات تدافع عن «المسوخ»، لتدمجهم في المجتمعات باعتبارهم أسوياء.. مجتمع الميم يمثل (متحول جنسي، مثلي، محيّر جنسيا..) ولدينا في مجتمعنا العربي مرادفات سوقية هابطة بأسمائهم.. والمعلومة الأهم أن عاصمة هذا المجتمع الممسوخ في الشرق الأوسط هي تل أبيب الاسرائيلية التي كان اسمها تل الربيع قبل احتلال فلسطين من قبل «اليهود».
قطر الصامدة، ما زالت استثنائية في انجازاتها وسياستها وإدارة شؤونها، وليس عربيا يحترم نفسه من لا يشعر بالغضب حين يجري ابتزازها وشيطنتها .. أتمنى لها فوق نجاحها بالفوز باستضافة هذه النسخة من البطولة، ان تنجح أيضا بتنظيمها، ويحقق منتخبها مركزا طيبا فيها (ونكاية بكل «عدو» من الغرب والشرق اقول: ان شاء الله يكون منتخبها هو مفاجأة البطولة وحصانها الأسود). وألا نشاهد لا سكرانا، ولا «ميميا» مسخا، في شوارعها ومدرجات ملاعبها.