نخرج من ازمة «كورونا» أقوى، هكذا قال جلالة الملك أمس في لقائه مع عدد من الكتاب الصحفيين ، صحيح ما حدث كان صعباً، لكن الأردن قيادةً وشعباً، استطاع أن يعبر الى طريق السلامة ، خلافاً للآخرين ممن هم حولنا وفي العالم ايضاً، المهم الآن أن نفكر
بالمرحلة القادمة ونبحث عن الفرص الجديدة، ونستثمر في التجربة التي فتحت اعيننا على ما لدينا من عناصر قوة لنراكم عليها، وعلى ما حصل من أخطاء لنتجاوزها ، ونتعلم من دروسها ما نحتاجه لبناء المستقبل.
حين ندقق فيما حدث، نكتشف ان انحياز الدولة «للإنسان» الأردني كان وما يزال «ارثاً» وطنياً تأسست عليه الدولة، وأن حماية المواطن والحفاظ على صحته النفسية والبدنية والاقتصادية كان «الأولوية» والهم الأكبر لحركة مؤسساتنا كلها، نكتشف ثانياً ان التحدي الذي يواجهنا هو الإجابة على سؤال: كيف نعود بأسرع ما يمكن لحماية اقتصادنا، وكيف نسبق دول العالم للانفتاح المنضبط القائم على «الإبداع» في الممكن والمتاح في كافة قطاعاتنا الحيوية، الزراعية والسياحية والطبية؟ نكتشف ثالثاً اننا نعيش في عالم جديد يمكن أن يكون أفضل مما كان، فقد أثبتت الأشهر المنصرفة أن «يد» الشراكة بين الأردن ومحيطه العربي والإقليمي والدولي عادت وأصبحت ممدودة أفضل من السابق، كما أن «بلدنا» أمام استحقاقات سياسية ودستورية ستساهم في انعاش المزاج العام، والأهم من ذلك أن عودة «روح» التعاون والتنسيق بين مؤسساتنا المختلفة ساهمت بشكل جذري في وضعنا على «قائمة» التأهل والريادة لجذب أنظار العالم الينا، كدولة قادرة على «لعب» دور مهم في المرحلة القادمة.
قلت : المرحلة القادمة، وهي بلا شك مزدحمة بالتحديات، الاقتصادية والسياسية على حدّ سواء، لكن لا بد أن يكون لدينا «خارطة» طريق لنسير عليها، داخلياً وعلى صعيد «الملفات» الخارجية، وابرز ما في هذه الملفات ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حتى الآن لم يتغير موقف الأردن وسيبقى كما هو، لكن ثمة مستجدات يمكن «الرهان» عليها لإطفاء حالة «التوتر» ودفع قاطرة الاعتدال السياسي في المنطقة الى الامام.
في موازاة ذلك، ما تزال الدولة جادة وبإصرار على سيادة القانون، ومتابعة قضايا الفساد لتنظيف «البلد» وتطمين الناس بأن «عين» العدالة مفتوحة وموازينها قائمة، ثم التوجه الى «الإصلاح» الإداري لتحسين وتطوير أداء المؤسسات، وفي مقدمتها المؤسسات الإعلامية والصحفية، هذه التي تشكل «القوة» الناعمة للدولة والذراع القوي للدفاع عن قيمها وقضاياها.
يطمئننا جلالة الملك على أن بلدنا بخير، وأن القادم سيكون أفضل، وأن الامل بعزيمة الأردنيين وثقتهم بمؤسساتهم سيمكننا من تجاوز الطريق «الوعر» ومواصلة المسيرة والانجاز مهما كانت التحديات.