مخيم البقعة ..مسقط الرأس ..كثيراً ما كنتُ أضحك على جملة ( مسقط الرأس) ..! كيف يسقط الرأس ..؟ ولكن الولد الكوكتيل أفهمني بأنه كلما تحسّس رأسه و لم يجدها ؛ يذهب هناك إلى مخيم البقعة ..يلفّ في شوارعه و زقاقه ..! يبحث عن الوحل الذي ما عاد موجوداً الآن بكثرة ؛ يبحث بين كل الأشياء عن رأسه الذي سقط منه هناك ..!
لم يكن يعرف الولد الكوكتيل أن موعد ( سقوط رأسه ) هو آذان الفجر في سنة 1972 ..و في برّاكية زينكو ؛ ككل الناس هناك ..يريدون من الزينكو أن يكون أوّل العبور للعودة ..! ولكنه شهر حزيران أيضاً ..أبو النكسات و الوشم الذي لم يستطع العرب للآن إزالته ..! ترتيبه الثالث ..يسبقه أخٌ و أخت ..وكثيراً ما قال أبوه بأنه خطب أمه بعد حرب الأيام الستة و أجّل العرس حتى تُحرر العربان فلسطين ؛ معتقداً أنها ( أكم يوم أو أكم أسبوع ) ..لم يدرِ أن سنةً في أخت سنة حتى تخاوت السنوات و صنعن ( القضية المركزية فلسطين ) ..! لذا أدرك الأب ذلك بعد أشهر قليلة و حزم أمره وكان العرس ..و أجّل تحرير فلسطين للأجيال التي سينجبها ومن بينها ( النظوة ) الولد الكوكتيل ..!
المهم ..كانت الولادة في براكيّة الزينكو ..و أين في البراكيّة ..؟ قرب المصرف ..! و الذي لا يعرف المصرف هو المكان الذي يُطرد الماء منه ..! هناك ولد الولد الكوكتيل ..في لقن و كيلة و سطل ماء عند المصرف تحت الزينكو ..! وعلى يد ( الحجة شمّة ) رحمها الله ..التي أخرجت الولد الكوكتيل من رحم أمّه..! وكانت الصرخة الأولى و النفس الأول ..والرفض التام لسقوط الرأس ..!