لم يصادف الإثنين المنصرم (أمس الأول) يوم ميلادي بل كانت فعلا ذكرى بزوغي من أبوين فقيرين في بلدة فقيرة، فقد مزطتني الداية لبيبة المطالقة من رحم أمي في الرابعة فجرا من يوم الأربعاء 18\1\1956لأنضم الى قائمة المقهورين بالأرض. وزّع الوالد-كما يدعي-نصيّة حلاوة عند ولادتي بكرا لكائن في ال 56من العمر، وكانت هذه النصية آخر حلويات تدخل بيتنا الطيني لعقود تلت.
المهم، عند ولوج الدقيقة الأولى لذكرى تفقيسي اهتز الهاتف ليعلن قدوم رسالة نصية تفيد بأن موعد تطعيمي المبجل ضد ما يسمى بالكوفيد19قد أزف يوم الأربعاء بعد الظهر(اليوم).... كانت هذه أول «تطعيمة» أتلقاها في عيد ميلادي غير المجيد على الإطلاق.
صباحا كنت أجهز نفسي للذهاب الى عمان. كانت الدنيا تمطر فقالت زوجتي بأن عليّ القيادة بحذر، ولما أبديت تذمري، على عادة الأزواج، قالت المدام:
-أنا مش خايف من سواقتك..أنا خايف عليك من الحمير الثانيين.
-من الحمير الأوليين، هل تقصدين أنا؟
أبديت امتعاضي، لم تأبه المدام ولم تبتسم حتى. فكانت هذه «التطعيمة» الثانية التي تلقيتها في ذكرى يوم ميلادي.
نهقت، وانطلقت الى العاصمة، في الطريق اتصل أحمد الزعبي، ليقول بأننا لن نجتمع، كما نفعل دوما، في مقهى «ركوة عرب»، لأنه منهمك في التحضير لحلقات تلفزيونية يقدمها، فكانت هذه «التطعيمة الثالثة.
بثلاثة تطعيمات، وخلال حفل تنصيب جو بايدن، سوف أتلقى جرعتي الأولى من مطعوم الكورونا(حرّينكو).
وتلولحي يا دالية