الأربعاء، 16-09-2020
02:21 م
قالتها « نجاة « قبل 53 سنة.. وغنّتها في فيلم « شاطىء المرَح « وكنا نسمعها في صالات السينما قبل عرض اي فيلم..
« القريب منّك بعيد
والبعيد عنك.. قريب «
وقتها ، لم نكُ نعي ماذا تعني نجاة ، وهل هي « فلسفة « او « اغنية «..
شو يعني « القريب منك بعيد .. والبعيد عنك قريب»
.. انجليزي ده يا مُرسي كما قال الفنان سعيد صالح في « مدرسة المشاغبين « ؟
وبعد أن كبِرنا وفهمنا أهمية « ترك مسافة بين المُحبّين «، وعلى الصعيد الشخصي تعلّمتُ من فيلم « البيانو The Piano « والذي شاهدتُه في تونس بداية ألتسعينات وهو فيلم درامي أنتج عام 1993 في نيوزيلندا يتناول قصة عازفة بيانو بكماء « خرساء « وهي تعشق إلة البيانو لدرجة الارتباط بها مثل « جَنين «..، وهو من بطولة النجمة هولي هانتر وهارفي كيتل... وإخراج جين كامبيون..
الفيلم حصد العديد من الجوائز العالمية ومنها جائزة مهرجان « كان «..
ثمة علاقة بين البطلة وزوجها الذي « يغار « من « البيانو « الذي تحبه زوجته.. ويتحوّل هذا « البيانو « إلى « ضُرّة « للزوج.. ولهذا يمارس العنف معها ويسعى للتخلص من تلك الآلة الموسيقية..ويلقيها بالبحر..
بينما الرّجل الآخر.. حبيب البطلة، يشجّعها على ممارسة هذه الهواية ويترك مسافة بينه وبينها رغم كل الحب الذي يحمله لها..
ولهذا تتعلّق به أكثر من زوجها .. الغيور .
موضوع « الابتعاد ،أو، التباعد الاجتماعي و المقصود.. الجسدي بين الكائنات قديم وأهميته تظهر كلما « دقّ الكوز بالجرّة « كما يقولون.
اي كلما حصلت مشكلة بين الناس حين ( يلتصقون ) ببعض، لاعتقادهم ان ذلك « دليل محبّة «..
وينسون ان الأساس والأهم « التقارب الروحي» وترك « مساحة ومسأفة « للاخرين كي يشتاقوا لك.
وعندما كنا صغارا .. وبسبب ظروف الفقر، كان الاخوة ينامون بجانب بعضهم مثل عيدان الكبريت للاستفادة من مساحة الغرفة الضيّقة.. وكان الاولاد يقضون الليل بالعِراك والصراخ « ليش ملزّق فيّ .. ليش بتتنفّس بوجهي.. ريحتك خنقتني «..إلى آخر الموّال.
وجاءت « الكورونا « لتؤكد لنا أهمية ما قالته « نجاة الصغيرة « قبل نصف قرن :
« القريب منك ... بعيد
والبعيد .. عنّك قريب «
انت .َ وحظّك.!!