الأربعاء، 26-10-2022
04:06 م
تشير المصادر الصحفية الفلسطينية أن عام 2022 هو الأكثر دموية وعدوانا من جيش العدو الصهيوني على الفلسطينيين منذ سنوات، ليس فقط بعدد الشهداء الذين ارتقوا في مواجهات مع العدو، بل أيضا في حجم الغطرسة والعدوانية المتزايدة منذ الاعتداءات المتكررة على مخيم جنين مرورا باغتيال شيرين أبو عاقلة وليس انتهاء بقتل الشاب التميمي والتنكيل بجثته على مرأى من العالم.
أمس تغيرت قواعد الاشتباك مع الوحدات الخاصة من جيش العدوان، حيث دخلت السلطة الفلسطينية على الخط واشتبكت مع تلك الوحدات التي حاولت التسلل إلى نابلس لاعتقال وقتل شبان فلسطينيين.
فهل اشتباك السلطة مع الجيش الاسرائيلي حدث عابر أم أنه تحول في قواعد الاشتباك فرضه الوضع الحرج للسلطة الفلسطينية الذي أخرجها عن “اتباع قواعد التنسيق الأمني” بينها وبين إسرائيل؟ الأيام ستدل على ذلك…
هناك تحول أساسي في مواجهة الفلسطينيين لجيش العدوان والاحتلال، حيث يبدو أن الشباب اختاروا التنظيم الذاتي والعمل ضد الاحتلال ورد عدوانهم عليهم بتنظيم فردي ذاتي من أغلبهم، وأن السلطة وأغلب الفصائل لا تتبنى أعمال المقاومة الشبابية، كما يبدو أن شعورهم بالوحدة وخذلان الداخل الفلسطيني ممثلا بالسلطة والخارج العربي دفعهم لأخذ الأمور على أيديهم.
في تاريخ نضال الشعوب ضد الاحتلال والعدوان تثبت الشعوب أن القرار النهائي بيدها وأن تنظيمها ذاتيا وشعبيا بعيدا عن “ قادة السياسية” والواقعية يقود دوما لحركة تحرر وطني تخرج عن عقاب كل محاولات كبحها وتقييدها وبالتالي يكون التنظيم الذاتي أكثر فعالية من قيادة الفصائل والسياسيين، لقد بلغ قهر المحتل وظلمه للفلسطيني مبلغه ويبدو أنهم أخدوا أمورهم لأيديهم.
يدفع الفلسطينيون اليوم ثمن تسابق حكومات اليمين الاسرائيلي – وكل اسرائيل صارت يمين- على كسب الأصوات بقتل وحصار وتضييق عيش الفلسطيني وتحويل حياته لجحيم مستمر، وهذا على مرأى من العالم، إذ يمارس نفاقًا سياسيًا غير مسبوقٍ في التاريخ من حيث رفض “ الاحتلال” و “ العدوان” على أوكرانيا، وقبول وتبرير ذات الأفعال والأعمال في فلسطين!
لم يعد الفلسطيني يعوّل على أحد وعلى كل من يريد أن ينتصر للعدالة والإنسانية والقانون الدولي أن ينضم لنضال الفلسطيني وكفاحه اليومي من أجل الكرامة والتحرر، ولنا أن نفخر بمواقف الأردن والتي تكاد تكون وحيدة في الدفاع والنضال عن القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وإننا نردد معهم كأضعف الإيمان، إنها ثورة فلسطينية طوعية على الظلم والعدوان حتى النصر وإن غدا لناظره لقريب جنابك.