الخميس 2024-12-12 07:49 ص

حجرة بقرة قال لي عمي عد للعشرة..

03:53 م
أيام زمان؛ وبعد الانتهاء من جلسات امتحاني اللغة الإنجليزية والرياضيات، هكذا كان بعضنا يختصر، للإجابة عن السؤال: كيف كان الامتحان؟ فيبادره الطالب : والله امتحان سهل، لا يحتاج تعبا ولا حتى تفكيرا، الجواب اللي ما بعرفه بجاوبه (حجرة بقرة) أو (حدرة بدرة..قللي عمي عد للعشرة).


بالطبع نتحدث عن امتحانات كانت أسئلتها من نوع الاختيار من متعدد، كامتحان اللغة الانجليزية، وجزء كبير من امتحان مادة الرياضيات، وكانت الإجابة الصحيحة واحدة من بين 4 إجابات، أو من بين اختيارين (صح وخطأ)، بينما كل الإجابات الباقية خاطئة، وهذا أسلوب من التقييم يقول عنه خبراء القياس والتقويم بأنه نموذج سهل لكنه ظالم، فإما العلامة كاملة عن السؤال أو صفر، بينما ثمة أنظمة من أسئلة الاختيار من متعدد تكون الإجابة الخطأ بينها واحدة فقط، بينما بقية الاجابات الثلاث تتدرج في مقدار الصواب، فهناك إجابة صائبة من يجيب عليها يأخذ علامة كاملة، وهناك إجابات غير كاملة الصواب تستحق جزءا من العلامة، فاحتمال أن يحصل الطالب على «صفر» في السؤال هو ربع الإحتمال فقط، بينما في أسئلتنا وامتحاناتنا (أيام زمان)، فاحتمال الإجابة الصائبة هو ربع الاحتمال، وذلك حين نتبع أسلوب وآلية «القرعة» المتمثلة بالعبارة عنوان المقالة.

في الوقت الذي نتحدث فيه عن الحالة الاستثنائية التي نمر بها، والتي ألقت بظلالها السيئة على التعليم، وحصرت خيارات العملية التعليمية بين الوقف الكامل أو التعليم عن بعد، قلنا بأنها تجربة فريدة وممتازة، وذلك بناء على خياراتنا المحدودة التي فرضت علينا وعلى كل العالم فجأة وبلا سابق استعداد، وقلنا ونقول في الوقت نفسه، بأنها حالة استثنائية فسحت المجال للمسؤولين التنفيذيين أن يقوموا بعملهم، ويتخذوا قراراتهم المختلفة بطريقة مستقلة، دون مساءلات ولا رقابات أو معارضات، سوى أمانة المسؤولية والحرص على مصالح الوطن والناس، وكانت هناك أخطاء وتراجعت المؤسسات عن هذه الأخطاء وقامت بتصويبها.

وحتى لا نبدو نجافي الموضوعية حين نتناول أداء المؤسسات في هذه الفترة، لن نتجاهل الحديث المتصاعد في الرأي العام، الذي أصبح يجنح للحدّية والتظلم، وهو حديث قد لا أتفق معه كله، لكنني أؤكد بأن الحكومة التي ما زلت أشكر جهودها الكبيرة هي في وضع لا تحسد عليه، فالحديث الاستعراضي الباحث عن الشعبوية والنجومية هذا موسمه، وينطلق في ظروف مثالية للنيل من الحكومات والسلطات، لأنه يتجاوز حقيقة خصوصية أو استثنائية الظرف، الذي أسفر عن مشاكل مماثلة كثيرة في كل العالم، لا سيما العالم (السبع والخمس نجوم)، فهو يتعرض لخطاب استعراضي خطير، وأصبح يهدد الاستقرار والأنظمة السياسية الديمقراطية أيضا، وما يحدث في الغرب والشرق واضح للعيان ولا يحتاج شرحا.

لا نتوقع امتحان توجيهي مثاليا، أو أفضل من امتحان الثانوية للعام الماضي، وبعد أن صرح وزيرها بأن أسئلته من نوع اختيار من متعدد، ارجو أن تكون وزارة التربية والتعليم أعدت أسئلة «موضوعية» تكون احتمالية الصفر فيها كاحتمالية العلامة الكاملة، وليس ربع احتمال فقط لعلامة كاملة، بينما لا علامات ولا إجابات بينها وبين العلامة الصفرية، يعني : فرصة «الحدرة بدرة» للحصول على علامة كاملة هي ربع، وفرصة الحصول على علامة صفر هي 75%، وهذا نموذج غير كوروني ولا حتى منطقي.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة