الأحد، 10-01-2021
04:35 م
اكتشفت أننا شعب «حكحاك». أي كثير « الحكحكة».
فقد رأيتُ مساء امس سائقا يقود سيارته بيد ويدخن باليد الثانية، وكاد يحرق شعره لأنه اضطرّ لـ «حكّ» مؤخرة رأسه.
بينما قال لي صديقي حاتم عندما سألت عن سر غيابه الطويل، فقال: والله الواحد مشغول هالفترة ومش فاضي «يحكّ « راسه.
كانت الطفلة تلهو في الحديقة، وبجوارها الخادمة «السيرلانكية»، وفي كل مرة كانت تتوقف عن اللعب و»تحك» جسمها.
الميكانيكي الذي اعتدت إصلاح سيارتي عنده، نزل أسفل السيارة ليعاين «الاكزوزت»، وكان يقضي معظم وقته في «الحكحكة»، ويختلط زيت السيارة بأظفاره الوسخة. وظل « يهرش»؛ ما جعلني أنتظر ساعة كاملة ريثما انتهى من عمله.
«سناء» سكرتيرة المهندس عبد السلام ـ مين عبد السلام ـ ، فتاة جميلة ونشيطة، لكن عيبها الوحيد أنها لا تعرف الطباعة الا وهي تحكّ جبينها مثل المنشار.
الكلب المجاور لبيتنا، اصابه مرض ما، ويظل طول الوقت «ينبح» و»يحكّ « الطفح الذي ظهر على كتفه.
جارنا ابو فيّاض ـ مين أبو فيّاض ـ ، قال لي انه يحب الجلوس في الاماكن التي تتيح له إسناد ظهره. كأن يكون عمود رخام في «مسجد» او جدارا في بيت. وحجته في ذلك أنه يستطيع أن «يحكّ « ظهره كما يشاء.
قال الرجل لزوجته، بعد ان نكّدت عليه، شايفك بتتمحكي فيّ. يعني بدك اياني « أغلط» وأمد ايدي عليكِ، شكلك « بدنك بيحكك ع الشرّ»!
لم يجد سعيد من صفة يطلقها على ابنه «المدلل» سوى كلمة «حكحك». وصار الناس كلما سألوا عنه ، يرد :
«حكحك» بخير وهيّو بيقدم امتحاناته.
كان « المايسترو» يقود الفرقة الموسيقية، وكلما انتهى من وصلة، كان « يحكّ « خاصرته على أنغام الموسيقى.
وقال مهند: الحياة أخذ ورد، كما يقولون « حِكْلي، بحكّلك».
بصراحة ، حرارة الجوّ خلّت الواحد مش طايق حاله، ونفسه يلاقي حدا «يحكله» ظهره.