الإثنين، 04-07-2022
04:21 م
ليلة القبض على القط
لعلنا من أكثر شعوب العالم – إن لم نكن أكثرها على الإطلاق-إنتاجا للكتب والأقاصيص الساخرة والضاحكة، رغم كشرتنا المتأصلة، كعلامة تجارية وهي ظاهرة لم أفهمها تماما: شعب بالغ في التكشير، ينتج أكثر الطرائف والنكات والأقاصيص والأشعار الساخرة في العالم، ربما لتكون هذه الحقيقة هي نكتة أيضا.
من أطرف ما قرأت مؤخرا، على الفيسبوك، منقولا من تراثنا العتيد، حول تعدد الأسماء لمسمّى واحد، أن أعرابيا ألقى القبض على قط، ولم يكن قد رأى قطا من قبل، فقرر أن يحمله إلى المدينة ليبيعه، فلاقاه رجل في الطريق فقال له:
- ما هذا السنور،
ثم لقي آخر فقال له:
- ما هذا الهر؟
وآخر:
- ما هذا القط؟
وآخرون:
- ما هذا البسّ؟
- ما هذا الضيون؟
- ما هذا الخيدع؟
- ما هذا الخيطل؟
وصل الأعرابي المدينة وعرض ما معه للبيع. جاءه رجل وسأله:
- بكم هذا؟
- بمئة دينار.
- لكنه لا يسوى أكثر من نصف درهم.
فرمى الأعرابي بالقط وهو يقول:
- لعنه الله، ما أكثر أسماءه وما أقل ثمنه!
انتهى الإقتباس – المنقول بدون امانة طبعا-انتهى هنا، وأنا لا أعرف لماذا لا يطيل العرب أقاصيصهم قليلا، حتى لا أضطر بعدها إلى كتابة أي تعليق. اي كلام، لا معنى له، بعد فصاحة هذا الأعرابي الذي قال:
- لعنه الله، ما أكثر أسماءه وما أقل ثمنه!
هذه عبارة عابرة للزمان والمكان، وهي تتجدد وتتناسل في كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة وكل ثانية، تتجدد وتتجلى على شكل من يحمل الكثير من الأوصاف وهو لا يستحق أي منها.
وتلولحي يا دالية...مياووو..