الإثنين، 25-07-2022
04:12 م
قبل أيام؛ أرسلت رابطا لأحد المسؤولين المعنيين بسيادة القانون، وتطبيقه على الجميع بلا استثناء ولا مراعاة إلا للاستثناءات القانونية المعروفة، فالمجنون مثلا لا يؤاخذه أحد، لكنه قد يكون خطرا على الناس، ويجب أن نبعده عن المجتمع ويتم علاجه من ضرب الجنون الذي يغشاه أو يستقر في سلوكه.. فعدم تطبيق القانون على معتوه هو استثناء (إلهي)، قانوني، لكن تركه يمارس جنونه على الناس مشكلة لا أحد يمكنه أن يضمن أو يسيطر على حدود تفاقم خطرها.
كثيرون؛ ابتلاهم الله بعواطف جياشه، وسلب منهم الحكمة والفكرة والأخلاق أحيانا، واعتدنا مصادفة بعض من هؤلاء في الحياة، وأكثر ما نصادفهم اليوم عبر شاشات الهواتف، حيث لن يحظى هؤلاء باحترام أو أدنى انتباه لو صادفونا في مكان ما، ومهما كان حديثهم، فلن يروق لمحترم، لكن المحترم لا يمانع لو نظر إليه عبر شاشة، يكيل الشتائم يمنة ويسرة، ويتحدث عن كل قضايا الكون تنظيرا وتحليلا، دون أن يتلعثم، فهو لا يحفل بان يكون كلامه صحيحا أو أخلاقيا.. ويعتبر نفسه يمارس الحرية.
هؤلاء يتزايدون، وتتكاثر أعداد من يشاهدونهم خلسة، ولو بقي الحال الرسمي على ما هو عليه، من عدم الاكتراث لخطورة خطابهم، عندئذ سيستفحل خطرهم، وتغدوا الشتيمة والكذب وقلة الأخلاق والتجرؤ على القانون والناس خطابا رائجا، سيقود المجتمع إلى الحضيض.
حين أشاهد بعض هذه النماذج تتحدث شتما؛ على الدولة ومؤسساتها وموظفيها ومسؤوليها، كأنما يتحدثون عن الشياطين والمجرمين، أتذكر بعض القصص عن أخطاء تافهة، سقط فيها بسطاء وفاقدو أهلية، لكنهم تمت محاكمتهم بأحكام قاسية، وتم إخراجهم من كل القوائم العادية للبشر الذين يستحقون حياة حرة كريمة شريفة، فغدوا أصحاب أسبقيات لا يتمتعون بفرص طبيعية للحياة.. بينما هؤلاء اللعانون، الشتامون، المتجاوزون عن كل القوانين والأعراف والأخلاقيات، لا يتعرضون لمساءلة تناسب حجم أخطائهم وخطرها على المجتمع والدولة.. وهذا موقف يبعث على التساؤل..
ليش ساكتين عن هالهبايل والمرضى الذين لا يتحدثون سوى بفكرة متطرفة ولفظ منحرف، وبشتائم دونية تخدش حياء كل من يسمعها.. معتقدين بأنهم يتحدثون سياسة ونضالا وتحررا وتنويرا.
لمّوهم وحطوهم بمصحة نفسية أو سجن معزول، مخصص للعاهات فقط، قبل ان يتكاثر «كوم العاهات» ويصبحوا طبقة سياسية أيضا، ويطالبوا الدولة ب (كوتا) في كل المجالس التمثيلية المنتخبة.