الأربعاء، 29-04-2020
04:52 م
قادت مهنية وخبرة ونباهة مدير مكتب الاستخبارات العسكرية في المفرق، إلى القبض على عميل ثانٍ للموساد الإسرائيلي، بعد ان تم القبض على عميل الموساد الأول، المصور صاحب ستوديو ركس، ومنظم الحفلات الصاخبة في بيته، حيث كانت شقيقته العازبة الحسناء تشرف على راحة الضيوف وطعامهم وشرابهم، وهو ما أشرت له في حلقة يوم أمس من هذه السردية.
طبيعي جدا ان يهتم جهاز الموساد الإسرائيلي بمدينة المفرق وأن يجند لها اكثر من جاسوس، للحصول على المعلومات الضرورية عن عديد قواتنا المسلحة وتسليحها. وعن طياري وطائرات سلاح الجو الملكي الاردني في قاعدة المفرق الجوية التي اسمها الآن قاعدة الحسين الجوية.
كان الكوّى وتاجر الملابس المستعملة (البالة) ابو جلال، يتردد على مكتب الاستخبارات العسكرية في المفرق، بزعم التعاون وتقديم ما يصل اليه من اخبار ومعلومات ومسموعات ومشاهدات في المدينة.
رصدته عين الصقر المدربة، عين مدير مكتب الاستخبارات العسكرية في المفرق، العميد مخلد عارف المجالي ابو مهند.
اخضعه أخو خضرا، الى مراقبة سرية دائمة، لا تغفل عنه ثانية، ليلا ونهارا، مما أدى إلى رصد ذبذبات جهاز اللاسلكي المشفر الذي يراسل منه جهاز الموساد الإسرائيلي في تل أبيب.
داهم "طيور شلوا" محل الجاسوس وهو مواظب على الإرسال فضبطوه متلبسا، فانهار واعترف.
نال العميلُ الخائنُ القصاصَ العادلَ فحوكم وتم اعدامه عام 1976.
في ربيع 1967 كانت مجموعة من الضباط والجنود المغاوير السوريين تتدرب وتجوب شوارع المفرق وهي تطلق هتافاتها ضد النظام السوري بقيادة صلاح جديد وحافظ الأسد.
كان المقدم المغامر سليم حاطوم ابن السويداء في مقدمة المجموعة التي اختارت المفرق للتدريب فيها.
كانوا مجموعة من الرجال الاشداء ممشوقي القامات المتحمسين المنظمين.
نزل سليم حاطوم ضيفا في بيت عز الدين الحلبي ابو حمزة، وهو من ابناء الطائفة الدرزية بالمفرق، وبعدها توجه الى عمان.
كان سليم حاطوم أحد صناع انقلاب 8 آذار 1963 في سوريا، إلا أنه تعرض الى التهميش، مما دفعه إلى التحضير لانقلاب تم كشفه، ففر حاطوم إلى الأردن حيث حصل على اللجوء السياسي.
حين وقع العدوان الإسرائيلي على مصر والاردن وسوريا في 5 حزيران 1967 اعلن حاطوم انه عائد "من أجل الدفاع عن سوريا" فتم القبض عليه في دمشق.
قام عبد الكريم الجندي رئيس مكتب الأمن القومي بحزب البعث بتكسير أضلاع حاطوم ثم اعدمه رميا بالرصاص يوم 26 حزيران عام 1967. وقد انتهى عبد الكريم الجندي إلى الانتحار يوم 2 آذار 1969 في مكتبه بدمشق.
في خريف 1956 امتلأت شوارع المفرق بسيارات اللاند روفر العسكرية العراقية والسورية والسعودية. واكتظت الشوارع بالعسكر العراقيين والسوريين والسعوديين وشهدت المتاجر والمطاعم والخمارات ودور السينما ازدهارا كبيرا.
ولم يخل الأمر من احتكاكات بين جنود من الجيوش العربية الثلاثة. ورغم أنها كانت مشاجرات غير مسلحة، الا انها كانت عنيفة ودموية.
ولم يخل الأمر ايصا من تكسير اضلع واسنان وانوف جنود ثملين متطوحين، تطاولوا بالكلام على بنات البلدة ونسائها، فكانوا يتعرضون للضرب بكل ما أتيح من ادوات: بالايدي والأرجل والهراوات والجنازير والحجارة والاسلاك الكهربائية المجدولة.
كانت مصر تتعرض لعدوان ثلاثي عنيف بدأته إسرائيل وانضمت إليه فرنسا وبريطانيا يوم 29 تشرين الأول 1956، بسبب تأميم قناة السويس.
هبت الدول العربية لنجدة مصر، فأرسلت قواتها المسلحة إلى الاردن تمهيدا للهجوم على إسرائيل.
تفاعل ضباط الجيش العراقي مثل عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف، واصبحوا يترددون على دكان محمود الأحمد العكور فيجلسون في ساحة الدكان المبلطة يلعبون طاولة الزهر مع رجالات المفرق: محمد سلامة الحسبان ابو الشهيد فرحان رئيس البلدية ومحمد سكر وثلجي النمري عضو المجلس البلدي ومهاوي آل خطاب وشوكت المصاروة.
عاد عبدالكريم قاسم الزبيدي إلى العراق سنة 1957حيث قام مع عبدالسلام عارف الجميلي بالانقلاب الوحشي على النظام الملكي الهاشمي في 14 تموز 1958.
أصبح قاسم رئيسا لوزراء العراق حتى 9 شباط 1963، حين انقلب عليه شريكه عبدالسلام عارف واعدمه رميا بالرصاص.
ومن العجائب والغرائب ان عبدالكريم قاسم كان اعتقل وحكم بالاعدام على عبد السلام عارف الا انه اشفق عليه وأمر بوقف تنفيذ حكم الإعدام.
اصبح عبدالسلام عارف رئيسا للجمهورية العراقية في شباط 1963 و توفي في حادث تحطم طائرة سمتية في 13 نيسان 1966.
لقد حلت على قاسم وعارف وغيرهما لعنات دماء الأبرياء، النساء والأطفال والشيوخ الهاشميين الذين قتلوهم.