الأحد، 02-10-2022
04:08 م
ويليام ويليت، بريطاني عاش عنيدا ومات عنيدا، ولم يحصل على مراده. عاش هذا الرجل في ضاحية تشيزلهرست جنوب غرب لندن، وكان عامل بناء، متوسط الدخل ولولا جهد هذا الرجل، لما كانت بريطانيا، بل ومعظم بلدان العالم، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، طبّقت نظام التوقيت المتغير بوقت مبكر.
قاتل الرجل من أجل تطبيق التوقيت الصيفي في بريطانيا، حينما شاهد، وهو يتجول صباحا في الربيع، أن الشبابيك ما تزال مغلقة، والناس نيام، بينما الشمس ساطعة في السماء.
عرض الرجل فكرته على البرلمان البريطاني عدة مرات من عام 1905 حتى 1915، ولم تفز الفكرة بموافقة المجلس، وقد توفي الرجل ولم يفرح بفكرته في تغيير الساعة للاستفادة من ساعات النهار.
كان الألمان وخلال الحرب العالمية الأولى-تحديدا في 30 نيسان عام 1916-هم أول من طبّق نظام التوقيت الصيفي، ثم تبعتهم بريطانيا، بعيد تعرضها لأزمة في توفير الفحم والوقود للمجهود الحربي، ثم تبعتها دول العالم الأخرى، الى أن وصلت الينا على طبق من الفحم.
نحن شعوب تعيش على هامش كل شيء، وتحديدا الوقت، الذي يسير عندنا بشكل دائرة يكرر نفسه ملايين المرات، ونكرر فيه الأخطاء والخطايا ملايين المرات، لكأننا نشارك في فيلم نكرر فيه أخطاء الممثلين يوميا وباستمرار.
من يدخل أي دائرة حكومية عربية – عدا بعض الإستثناءات النادرة-يشهد اننا نقتل الوقت ونستمتع بقتله بكل سادية وماشوسية، إلى أن يحين موعد انتهاء الدوام الرسمي، دون ان ننجز شيئا يذكر، ثم نعود في اليوم التالي، لنكرر هدر الوقت ذات الطريقة.
ثم نتحمس أحيانا من اجل اقرار التوقيت الصيفي بعد الانقلاب الربيعي، والتوقيت الشتوي، بعد الإنقلاب الخريفي، لتكون قرارات لكأنها انجازات وطنية كبيرة وعملاقة.
بصراحة، نحن كائنات تعيش بالصدفة وتموت بالصدفة، دون احترام للوقت ولا للزمن، منذ صرخة الولادة الأولى وحتى الوفاة.... زمن دائري يكرر نفسه في هدر الوقت.