تجول في أي سوق تجاري في الأردن، بالتأكيد، ودون أي جهد يذكر، ستجد لافتات معلقة على أبوب الدكاكين تشي بحاجيات للبيع:
- لدينا زيت زيتون أصلي.
- جبنة مغلية ممتازة للبيع.
- جميد كركي نمرة واحد.
- مخيض غنم بلدي.
- سمن بلقاوي.
- شراك قمح أسمر
وغيرها ...وغيرها ، من أنواع الطعام المتنوعة. المشكلة أنك تجد لافتة زيت الزيتون على باب صالون للحلاقة، بينما تجد الجميد عند محل لبيع الأدوات المنزلية، والجبنة على باب مكتبة ، .........!!
بالطبع فإن هذه المحال، حسب ترخيصها من أمانة عمان أو البلديات، ممنوعة تماما من بيع المواد التموينية، لكنها (طعة وقايمة)، ولا أحد يسأل ..بدليل أن هذه الإعلانات موجودة بكثرة وسط البلد عمان وفي كل مدينة وقرية أردنية على مرأى من الجميع.
ثقافة المحل الشامل متوفرة لدينا ، رغم القوانين والأنظمة والتعليمات التي تحرمها....وياليت أنها تبقى منحصرة في بضعة مواد أو بضعة محال يمكن حصرها ومنعها إن توفرت النية ، لكنها – للأسف- ثقافة شاملة تطال جميع مجالات الحياة الدنيا.
تماما مثل أن تكون مسؤولا عن بناء عمارة، فتطلب من المواسرجي أن يطرش العمارة وتكلف المهندس المدني بتركيب المجاري والمهندس المعماري ببناء الطوب، والطريش تكلفه برسم المخططات. وهكذا...!!
وياليت أنها تبقى كذلك أيضا، بل أن ثقافة المحل الشامل والإنسان الشامل تنتقل إلى السياسة والاقتصاد والعلم والثقافة وكل شيء.
لدينا المسؤول الشامل .فقد يكون مديرا لمنشأة حكومية تهتم بالرعاية الإجتماعية ثم ينقل مديرا لدائرة القوارض في وزارة الصحة أو أمانة عمان،وقد يتسلم منصبا سياسيا .
هي ببساطة ..كعكة السلطة يتم توزيعها على (الشباب) ...ويتم تبادل الأدوار أحيانا لمجرد السأم والقضاء على الملل.....ولكن حسب درجة نفوذهم أو نفود من يرعاهم.
قرأنا في دروس الجغرافيا الإعدادية..عن صحراء نفوذ واسعة واحدة ... الان انا متأكد ان العالم العربي في معظمه صار (صحراء نفوذ) أمريكية تتوسع باستمرار