الخميس، 03-09-2020
04:07 م
مراوحة بندولية لن تتوقف، بين التشدد في الحظر والمرونة في الفتح.
لقد وقعنا ولا نزال، تحت رحى التناوب الدقيق، بين الصحي والاقتصادي، في التعامل مع وباء كورونا.
في ظني ان ادارة ازمة كورونا اجتهدت وارتجلت وفعلت ما استطاعت، على قاعدة اننا لا نملك، مثل غيرنا من شعوب الأرض، تراثا ولا قاعدة بيانات ومعلومات، للتعامل مع جائحة غير معروفة ولا مسبوقة.
ارتجلت الحكومة كما كان يرتجل الشعراء، وكان طبيعيا ان تصيب إصابات ابتكارية فخمة وان تخطئ اخطاء جسيمة خطيرة.
واعتقد ان الحكومة لم تكن تملك ان تفتح، كما كانت تريد القيادات المالية والاقتصادية وغرف التجارة والصناعة ورجال الاعمال والاتحادات النوعية المختلفة.
لقد دهمنا الوباء وليس عندنا من الأَسرّة الخاصة بمعالجة مصابي كورونا، الا نحو 200 سرير، وليس عندنا الآن لهذه الغاية اكثر من 1000 سرير.
توفيت الطفلة الجميلة سيرين بانفجار الزائدة الدودية يوم امس الأول، بسبب نقص الأسرّة في مستشفى البشير، فهاج الراي العام الأردني و اشتعل غضبا وحزنا.
ماذا لو ان الحكومة استجابت للمطالبين بالانفتاح، ووقعت اصابات بعشرات المئات او بالآلاف؟!
ألن تعجز الألف سرير عن استيعابهم ؟!
ألن تقع وفيات بالعشرات ؟!
ألن يبلغ هياج الرأي العام الأردني ذراه ومداه وهو يرى مصابيه مرميين على ابواب المستشفيات وساحاتها وممراتها ؟!!
تخيلوا ارتدادات هذه الاحتمالات التي كان يمكن ان تحدث وما تزال امكانية حدوثها قائمة ومرتبطة باختلال معادلة الصحي والمعيشي.
ليس سهلا على متخذي القرار التوصل الى قرار لا يأتيه الباطل من بين يديه او من خلفه.
لقد تحطمت مؤسسات وانقطعت ارزاق وتمزقت قطاعات. كما وقعت خطايا على المعابر دللت على ان سلاسل المنعة والتحوط قابلة للاختراق.
وبمناسبة الحديث عن فتح المطارات، فإن ما وقع على حدود جابر والعمري، يجب ان لا يتكرر على حدودنا الجوية.
نطمئن الى ان كوكبة من كفاءات الوطن هي التي تتولى ادارة هذا الملف، باشراف يومي مباشر من الملك.