الأربعاء، 26-08-2020
03:31 م
كان أغلب الناس يتوقّعون ان أصبح « مذيعا « أو بلغة الزميلة اية قُمق « مووزيع «...
لكن الله ( سلّم) الإذاعات من صوتي بعد أن « انحرفتُ « وهي إحدى « انحرافاتي « وتحوّلتُ إلى «مهنة المتاعب» .. الصحافة.
فقد بدأتُ حياتي عاشقا للميكروفون.. طبعا « ميكروفون المَدرَسة.
وكنتُ ولمدة 5 اعوام متتالية ، « اصفع « رفاقي طلاب المدرسة « الاعدادية والثانوية ب « كلماتي» « الصباحية.
وفي ساعات الليل، لم تكن وصلت بيتنا « الكهرباء « بعد.وكان أبي « يوطّي « فتيلة « قنديل الكاز « بعد صلاة العشاء .. وهو الموعد « الرسمي « والاجباري للنوم.
ولمّا كنتُ « مُتمرّدا « من صغري ، قررت..ُ اعلان التحدي والخروج الى اقرب « عمود كهرباء « كي أقرأ واتابع برامج الإذاعة مستعينا ب كرسيّ مصنوعة قاعدته من القشّ.. وبدون ظَهر.
طول عمري مش مدعوم
كنت احفظ مواعيد برامج رواد العمل الاذاعي الأردني:
عائشة التيجاني، عصمت الدجاني، جبر حجّات ، سلوى حدّاد ، سعاد عودة ، ابراهيم الذهبي، معاذ شقير وزوجته ليلى القطب وباقي نجوم الإذاعة في الستينيات السبعينيات.
وكنتُ ابعث لبعضهم رسائل تحمل إعجابه وأحيانا « خواطر « شاعرية ..انتظر رأيهم فيها.
وكان بعضهم ينصحني بالمزيد من المطالعة والقراءة..كي أصبح مثقفا.
وكنت وما زلتُ اتعلّم من أصحاب التجارب والخبرات ومقّدمي النصائح.. الصادقة.
كان الناس العابرون.. يمرّون من امامي و يستغربون من وجود « كائن « وحيد في عتمة الليل..لا يأبه لهم وكل تركيزه امّا في صفحات كتاب او في جهاز الراديو « المذياع» الصغير.
كانت أحلامي فوق السحاب.. واتنقل في اهتماماتي بين الفكر والفن والأب.
أحب البرامج الصباحية ومنها برنامج « مرحبا يا صباح « التي كانت تقدمه سعاد عودة.
وفي منتصف الليل ،كنت..ُ اعشق صوت عصمت الدّجاني في برنامجه « شُرفة القمر « وسلوى حدّاد في برنامجها « همس الليل «.. وكان لكل برنامج خصائصه.
الدجاني..، يغمّس الشعر باغنيات فيروز .. بينما كانت سلوى حداد تغسل الشِّعر بالموسيقى..
كانت.. ايّام !!!