الأحد، 13-06-2021
12:23 ص
كنتُ صديقا ورفيقاً للمرحومة أُمّي.. وكانت تأخذني معها في زيارتها ومشاويرها النسائية وتاتمنني على « أسرارها «.
وقتها كنتُ « أصغر إخوتي «.. والطفل « المدلل « للعائلة.
رغم ذلك ، لم تكن صداقتي للسيدة الوالدة تخلو من « معاقبتي « كلما فعلتُ ما يوجب العقاب...
دي حاجة ودي حاجة
اتذكر عندما كانت نساء الحارة يجتمعن في « مخيم اربد « في ايام الصيف للتعاون في مشروع « تنشيف « الملوخية والبندورة والبامية وغيرها مثل تحويل العنب الى « تطلي « او « مربّى «.
وكانت نساء الحارة يتعاونّ كل مرة عند واحدة منهنّ...
وكنتُ مكلّفاً بالصعود إلى « الحيطة « بالقفز مثل « العصفور « او « القرد « إلى سطح البيت، وكانت مهمّتي حراسة « سليقة « القمح ومنع الطيور من الاقتراب من حبّات القمح الطرية.
كنتُ أشعر بالملل.. جسدي على سطح البيت وعقلي مع اولاد الحارة.. الذين كانوا يلعبون كرة القدم وأحيانا « يشوطون « الكرة إلى حيث اكون.. انا و سط صيحات والدتي :
ولك يا ( قريد العِشّ ) اي يا صغير ، انتبه العصافير بلاش ياكلوا « السليقة «..
وأحيانا كنتُ ارافق أُمّي إلى حيث مشروع « عمل « دبس / ميّة البندورة .. التي توضع بكميات في وعاء ضخم ويترك على النار يغلي حتى يتحول الى جحيم.
كانت نساء الزمن الماضي وأقصد امهاتنا ، يحولن فواكه الصيف إلى « مونة « الشتاء القادم.
وكنا نشتري ارتال من « الملوخية « الخضراء بعيدانها العملاقة وتقوم امي ومجموعة نساء الحارة ب « تقطيمها « وفصل الاوراق عن العيدان وتركها تجف ومن ثمّ تُحفظ الشتاء.
هناك العديد من « الطبخات « التي كانت النساء تنشغل في تجفيفها لتكون جاهزة في غير موسمها.
تلك الأيام.. كانت مشاعر الناس « صادقة « وليس مثل هذه الأيام مشاعر « مجففة « و « ناشفة «.
الله يرحمك يمّه ..