الثلاثاء 2024-11-26 17:40 م

نتنياهو يطعن نظامه الديمقراطي والقانوني

04:50 م
 
يوجه نتنياهو طعنة انتهازية مباشرة للديمقراطية التي طالما تغنى بها في بلاده، ولا يكتفي بذلك، بل يشكك بالإجراءات القانونية التي أدت لتوجيه تهم خطيرة له غير مسبوقة لرئيس وزراء إسرائيلي في موقعه واصفاً التهم بالمسيسة. التهم تضمنت الرشوة والفساد وخيانة الامانة عرضها الادعاء العام بالتفاصيل. أي حاكم منتخب يحترم نفسه وحزبه وبلده كان ليستقيل بعد هذه الاتهامات، لكن نتنياهو بأنانيته السياسية المفرطة يتصرف بما قد يطيل عمره السياسي أشهرا فقط ويرفض الاستقالة ويطعن بنزاهة النظام القانوني والادعاء العام.


 النظام السياسي الاسرائيلي في حالة شلل بسبب عدم احترام نتنياهو للقانون وللديمقراطية، وحزبه يدفع ثمناً سياسياً كبيراً بعد أن عجز عن تجديد قيادته وأصبح حزباً لشخص واحد اسمه نتنياهو تماما كما الاحزاب الشمولية في أي دولة غير ديمقراطية. التمسك بالموقع رغم هذه الاتهامات يدلل بوضوح على نوعية هذا السياسي وفحواه الانتهازي. منذ أشهر وعلى مدى جولتين من الانتخابات، كانت القصة الانتخابية الرئيسة شخص نتنياهو الذي مارس كل الحيل السياسية والاكاذيب العلنية لكي يستمر في موقعه. أي نظام برلماني محترم وفاعل كان سيلفظ هذا السياسي، ليعيد قواعد العمل البرلماني لكي تعمل كما هو متوقع منها، لا أن تصبح حبيسة ورهينة لنزق نتنياهو السياسي.

نتنياهو يعتقد أن التهم التي وجهها له المدعي العام وفريقه القانوني الرسمي عبارة عن مؤامرة سياسية يصفها بالانقلاب! هو لا يشكك فقط ويطعن بحيادية الادعاء العام الذي عليه احترامه كرئيس وزراء، بل يستخدم مصطلحات ثورية في دول الشمولية العسكرية ليصف سلوك الادعاء العام. المتهم بريء حتى تثبت إدانته صحيح، ولكن بلغة السياسة وتقاليد الانظمة البرلمانية والحزبية على المسؤول الاستقالة اذا ما وصلت مراحل مواجهته للقانون الى هذا الحد من توجيه تهم خطيرة. 

حزب أزرق أبيض المعارض نشر فيديو مقابلة لنتنياهو يتحدث فيها عن ضرورة استقالة إيهود اولمرت رئيس وزراء إسرائيل الاسبق عندما كان يواجه تهما قانونية أقل خطورة من تلك التي وجهت لنتنياهو، في دليل واضح على كذب وانتهازية نتنياهو وعدم استحقاقه لأصوات الناخبين.

غير واضح للآن اذا ما كان حزب الليكود سيتدارك معضلته السياسية بانتخاب رئيس جديد للحزب، ويوقف حجم الخسارة التي تترتب على استمرار نتنياهو زعيماً لليكود، والاسابيع القادمة حاسمة لجهة معرفة درجة الديمقراطية والوعي السياسي داخل أروقة الليكود. الثابت للآن أن نتنياهو جانح سياسياً وبسرعة خطيرة ستطيح به ومن معه خلال فترة زمنية منظورة، والانتخابات القادمة إن حدثت ستشهد تراجهاً لليكود اذا ما استمر نتنياهو زعيماً له، فهناك غضب انتخابي متزايد من حجم الشلل السياسي الذي يسببه شخص نتنياهو. الجميع داخل وخارج إسرائيل ينتظرون بصبر رحيل نتنياهو فقد أحدث من الدمار ما سيتطلب سنوات لإصلاحه.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة