الخميس 2024-12-12 12:19 م

يا عدي… اقصد قمم الجبال تدركها

04:23 م
عدي التميمي.. مقاوم رفض الصمت، قهره الكيل بمكيالين، دان الشرعية الدولية المتثاوبة، وقرارات الامم المتحدة الصامتة، وتحرر من مخلفات كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة، أيقن ان السلام مع القتلة كذبة كبرى، والصهاينة نازيون جدد يتوجب محاربتهم كما سابقا، وسيمفونيتهم المشروخة حول مجازر حصلت لهم، ما هي الا فرية كبرى استثمروها إعلاميا لأهدافهم، والمفارقة ان أولئك انفسهم الذين أشبعوا العالم بكاء ونحيبا حول مجازر مفترضة حصلت لهم، يمارسون اليوم ابشع بكثير من مجازرهم تلك، ويتفننون في القتل والتعذيب وسرقة الأرض وخلع الشجر.


أيقن عدي أن آمال السلام تبخرت، وان الصهاينة يرفضون وجود أصحاب الأرض الحقيقيين على ارضهم، ويسعون لاستئصال شعبه من الارض، وان 30 عاما من مناورات السلام لم تثمر ابدا عند الصهاينة، وإنما توسعت مستوطناتهم، وكثرت اعتداءاتهم، وزاد حقدهم، ورفعوا من وتيرة تدنيس المقدسات كما يفعلون يوميا في الأقصى.

أيقن عدي ان بنود اوسلو لم ينفذ منها إلا التزامات الفلسطينيين، وان وثيقة او معاهدة وادي عربة التي تحل ذكرى توقيعها لم تمنعهم من اقتحام الاقصى وتدنيسه دون اعتبار لولايتنا عليه، وان الاتفاقيات تلك لم يلتزم بها الا العرب فقط، ففتحوا سفارات وتبادلوا السفراء والانخاب، وتعذر كل منهم (اي العرب) بأهمية السلام باعتباره يخدم القضية ويساعد الفلسطينيين، وطوال 30 عاما لم نلمس اي تقدم من الطرف الآخر وانما مزيدا من التطرّف الصهيوني، ومزيدا من المهادنة العربية.

أيقن عدي ان الحديد لا يفله الا الحديد، وأن الشاعر المتنبي لم يكن موفقا عندما قال (ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن) أيقن انه يمكن ان يحقق المجد، وتبنى بدايات العلا والمقاومة بالتضحية، آمن بما قاله احدهم الذي رفض استسلام المتنبي للواقع، وعارضه قائلا (تجري الرياح كما تجري سفينتنا.. نحن الرياح ونحن البحر والسفن… إن الذي يرتجي شيئاً بهمّتهِ… يلقاهُ لو حاربَتْهُ الانسُ والجنُّ… فاقصد إلى قمم الاشياءِ تدركها… تجري الرياح كما رادت لها السفنُ).

اليوم، في الضفة الغربية هناك مقاومة تتشكل، وابطال يرفضون الاستسلام لرغبات الاحتلال والتسليم لمخططاته، ابطال يطرزون يوميا صفحات مجد، ويكتبون في سفر التاريخ حروفا من نور ومقاومة ونضال، شباب ولدوا في زمن اتفاقيات السلام ولكنهم عرفوا ان السلام الذي يحكى عنه، يراد له ان يكون من طرف واحد.

اليوم ونحن نستذكر مؤتمرات السلام الوهمية التي عقدت، ونرى ما يفعله الاحتلال من خلال تقطيع اوصال المدن الفلسطينية، وبناء أسوار عازلة وانتهاكات يومية للمقدسات وتفشي المستعمرات الصهيونية للسرطان في الجسد، نعرف يقينا ان هذا الاحتلال لم يكن يوما يسعى للسلام، وان من هرول لمصافحته عليه ان يعيد التفكير بما فعله سريعا، فهذا المحتل لن تتوقف طموحاته عند حد، ولن يقف في وجهه اي قرار اممي او دولي او ادانة عالمية، فالشرعية الدولية التي ما نزال نتحدث عنها كعرب مزقها الاحتلال في اليوم الاول لولادتها، والقرارات الاممية التي صدرت عبر التاريخ ألقى بها الفاشيون الصهاينة في سلة المهملات منذ أمد، والاتفاقيات الثنائية التي وقعت لم يلتزم بها المحتل يوما، وترك لنا مسؤولية الالتزام بها من طرف واحد.

فيا عدي، يقينا ان المقاومة ستفرز مقاومة، والبطولة ستشعل قناديل بطولات اخرى، والزيتون الذي يعرف أهله سيتحول لمشاعل نور لمقاومين كثر ستكون انت ايها الشهيد الحي ومن سبقوك من شهداء مرشدين وملهمين لهم.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة