الخميس 2024-12-12 14:39 م

اﻻنتماء الواعي

08:28 ص

يطرح التوجيه الملكي حول ا?حتفال بالمناسبات الوطنية اسئلة هامة تتعلق بمضمون ا?نتماء وكيف يتم بناؤه.وما هي مستويات الوعي لدى اجيالنا بمن فيهم الكبار وما هي محددات ا?نتماء.وما هي البنية التحتية من الفكر والمنطق والمعلومة والقناعة التي تحكم ما نقدمه على انه انتماء وو?ء.

ولعل توجيه جلالة الملك الى ا?مير ط?ل بن محمد يجعلنا نتمنى ان نرى مراجعة وطنية لممارسات وشعارات كنا نعتقد انها عميقة وراسخة لكننا راينا بعضها هشا وضعيفا خلال السنوات ا?خيرة من خلال ا?نقلاب ليس على سياسات خاطئة بل حتى على فكرة الدولة.وشاهدنا ممارسات سببها طريقة بناء لما كنا نعتقد انه انتماء لكنه ظهر علاقة مصلحية.وعلاقات عنوانها ا?متيازات الشخصية.ولم يتردد البعض ولو كان عددا قليلا في السعي لمصلحة او لستر عورته ولو كان هذا على حساب استقرار الدولة.
واذا عدنا الى المناسبات الوطنية فان الرسالة الملكية تطلب علاجا يتجاوز كيفية ا?حتفال بالمناسبات الوطنية الى ايجاد ارضية لدى ا?ردنيين في بناء علاقة مع فكر الدولة في موضوعات ا?ستقلال والجيش والثورة العربية الكبرى وعيد الجلوس.
فالثورة العربية الكبرى مثلا مناسبة بحاجة ان نعرفها للاردنيين.ونحدد علاقتها بالدولة ا?ردنية وظهورها واسسها.وان نصنع وعيا لدى ا?جيال بالدور الذي لعبته هذه الثورة في خدمة العروبة وا?سلام.وان نقدم اجابات ?سئلة لدى البعض حول علاقة قيام الثورة بانهاء الخلافة.وعلاقتها با?نجليز.وانها ثورة قامت ضد التتريك للدولة العثمانية وليست ضد الخلافة.وانها ثورة حملت مشروع الدولة العربية لكنها تعرضت للغدر او نكث العهود من ا?نجليز.
المطلوب ان نستبدل حالة التعامل الشكلي او السطحي مع مناسباتنا وتاريخنا الوطني بوعي ومعلومة ومنطق.وهذا جهد لن ياتي بسهولة بل هو جزء من مهمة كبرى هي بناء علاقة ا?ردني بوطنه ليس عبر التعبئة والمشاعر بل من خلال القناعة والفكر.ولعلنا نحتاج الى اعمال اعلامية من خلال مسلسلات للكبار وا?طفال.واغنيات تربط ا?ردني بالمكان والزمان وا?نجاز ورموز الدولة.واعادة النظر بالمناهج المدرسية.فاحيانا تجد في مادة التربية الوطنية دروسا للحفظ وليس للوعي.فما هي الفائدة من حفظ طالب في المرحلة ا?ساسية ?نجازات احد الملوك في العراق.
المطلوب فكر يبني فهما لاهمية الدولة ومظلتها واستقرارها.فكر يقدم رجا?ت ا?ردن ورموزه وانجازاته ولكن ليس عبر الحفظ والتلقين وتعداد النقاط.
نتمنى ان تكون الخطوة اكثر شمو? بحيث نستدرك ما لم نفعله خلال عقود.وان نستفيد من كل التطور التكنولوجي.وان نقدم ?جيالنا مفاهيم وليس شعارات. وان نبني انتماء واعيا.فالهتاف والشعار قد يعبر عن عاطفة لكن ماهو اقوى المنطق والمعلومة.
وفي ذات السياق على الدولة ان تتحدث مباشرة مع مواطنيها في بناء هذا ا?نتماء الصادق والواعي.وبخاصة بعدما ?حظنا كم كان مؤذيا للدولة ثمن بناء علاقة ولو قليلة قائمة على امتيازات ا?شخاص ومناهج ا?نتهازية.وعندما تضررت المصالح راينا ماراينا.
ولعلنا ايضا بحاجة الى ان نبتعد عن كل ما يلحق الضرر با?نتماء الفطري الصادق تجاه وطنهم.فا?ردني حريص غيور.لكن بعض ما كان خدش ا?نتماء الفطري الصادق.
دائما تكون المبادرة من الملك.والرسالة ا?خيرة نتمنى ان تكون مفتاحا لتعامل شامل مع مفهوم ا?نتماء وعلاقة ا?ردني بوطنه.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة