قبل كل شيء، ينبغي علينا أن نعترف أن ثمة أزمة إدارة تتفشى اليوم في جميع المؤسسات، تضرب جذورها عميقا في بنيانها وأدائها، وطرائق تعاملها، خصوصا في آليات تقديم الخدمة والتعاطي مع الجمهور.اضافة اعلان
هذا الأمر بدا واضحا خلال العديد من الأنشطة التي تم تقديمها العام الحالي، مثل حفل إطلاق احتفالية إربد عاصمة للثقافة العربية، والتي ظهرت فيها إدارتنا قاصرة وغير قادرة على تنظيم مثل هذا الحفل البسيط، والذي تستطيع تنظيمه بكفاءة ونجاح أي مؤسسة خاصة معتادة على مثل هذا الأمر. لكن أن نأتي في المئوية الثانية، ونظهر كما لو أننا مجموعة من الهواة، فهو أمر لا يمكن قبوله أبدا.
مساء الجمعة، كان الأردنيون والضيوف العرب على موعد مع حفل النجم المصري تامر حسني على المدرج الجنوبي ضمن فعاليات مهرجان جرش الحالي. النجم محبوب جدا، وذو شعبية كبيرة، لذلك، لا بد أن جمهوره سيكون كبيرا. هذا ما حصل بالفعل، ولكن كان من غير المقبول أن يبقى خارج أسوار الحفل آلاف الضيوف الذين اشتروا تذاكر من غير أن يتمكنوا من الحصول على مقعد، بسبب أن إدارة المهرجان لجأت إلى طباعة عدد تذاكر يفوق العدد المخصص بآلاف!
خلال عقود طويلة، ظل مهرجان جرش عنوانا للرقي والحضارة والثقافة الأردنية، مشكلا فسحة واسعة للترفيه، ليس للأردنيين فحسب، بل وأيضا لآلاف العرب الذين كانوا يوقتون إجازاتهم السنوية على موعده، من أجل أن يطلعوا على ما يقدمه في كل دورة. هذا المهرجان منح هوية خاصة للأردن.
المهرجان الذي جاء بمبادرة ورعاية من جامعة اليرموك في البداية، تطور كثيرا، حتى أصبح مطمح الفنانين والمثقفين العرب والعالميين الذين تسابقوا من أجل أن يحظوا بشرف المشاركة فيه، وقد مثل بوابة النجومية لعشرات الفنانين والفنانات، بينما صدح كثير منهم على مدرجاته العتيقة، مثل فيروز، وردة، ماجدة الرومي، سميرة سعيد، محمد عبده، نجاة الصغيرة، ملحم بركات، سعدون جابر، مارسيل خليفة، صباح فخري، بينما رافق شعراء عرب الجمهور في رحلة غير قابلة للنسيان، فقد صدح فيه محمود درويش، أدونيس، البردوني، وغيرهم.
اليوم، يتراجع هذا المهرجان في سلم الأهمية، وتتعداه مهرجانات عربية لا تمتلك سوى بضع سنوات في سيرتها الذاتية. فهل سألنا أنفسنا عن أسباب هذا التراجع؟
إنها الإدارة يا سادة، المعضلة التي تعترض طريقنا في كل خطوة نحاول من خلالها أن نغادر مكاننا. وإذا كنا ما نزال نحتفظ بخصلة الوفاء والعرفان، فينبغي أن نتذكر قامات كبيرة أرست بنيان المهرجان، وسوقته عربيا وعالميا، وعلى رأسهم أكرم مصاروة “أبو اليزيد”، والشاعر الراحل جريس سماوي اللذين منحا المهرجان كل جهد ممكن لكي يكون المرآة الحضارية للأردن وشعبه.
صحيح أن هناك أسبابا متداخلة لهذا التراجع الكبير، ولكنني أزعم أن الإدارة هي معضلتنا الأساسية في هذا السياق، وربما تكون هناك معضلة أشد خطورة، وهي عدم احترام الإرث الحضاري لهذا المهرجان، وبالتالي بتنا نتعامل معه على أنه مثل أي أمر آخر، ونستطيع أن نهمله أو أن نلغيه حتى، كما حصل في العام 2008، عندما تفتقت عقلية المسؤولين إلى قرار إلغاء المهرجان، وانتظرنا ثلاث سنوات كاملة ليعاد له الاعتبار في حكومة معروف البخيت في العام 2011.
نجاح الإدارة يعتمد على مبدأ المحاسبة، وهو مفهوم غائب عن منظور الدولة الأردنية. وإلى حين شيوع ثقافة التقييم والمحاسبة، ينبغي لنا أن نتوقع كثيرا من الفشل والإخفاقات. وما حصل في حفل الجمعة، هو مجرد ثمن قليل لضعف الإدارة في المؤسسات الأردنية.
هذا الأمر بدا واضحا خلال العديد من الأنشطة التي تم تقديمها العام الحالي، مثل حفل إطلاق احتفالية إربد عاصمة للثقافة العربية، والتي ظهرت فيها إدارتنا قاصرة وغير قادرة على تنظيم مثل هذا الحفل البسيط، والذي تستطيع تنظيمه بكفاءة ونجاح أي مؤسسة خاصة معتادة على مثل هذا الأمر. لكن أن نأتي في المئوية الثانية، ونظهر كما لو أننا مجموعة من الهواة، فهو أمر لا يمكن قبوله أبدا.
مساء الجمعة، كان الأردنيون والضيوف العرب على موعد مع حفل النجم المصري تامر حسني على المدرج الجنوبي ضمن فعاليات مهرجان جرش الحالي. النجم محبوب جدا، وذو شعبية كبيرة، لذلك، لا بد أن جمهوره سيكون كبيرا. هذا ما حصل بالفعل، ولكن كان من غير المقبول أن يبقى خارج أسوار الحفل آلاف الضيوف الذين اشتروا تذاكر من غير أن يتمكنوا من الحصول على مقعد، بسبب أن إدارة المهرجان لجأت إلى طباعة عدد تذاكر يفوق العدد المخصص بآلاف!
خلال عقود طويلة، ظل مهرجان جرش عنوانا للرقي والحضارة والثقافة الأردنية، مشكلا فسحة واسعة للترفيه، ليس للأردنيين فحسب، بل وأيضا لآلاف العرب الذين كانوا يوقتون إجازاتهم السنوية على موعده، من أجل أن يطلعوا على ما يقدمه في كل دورة. هذا المهرجان منح هوية خاصة للأردن.
المهرجان الذي جاء بمبادرة ورعاية من جامعة اليرموك في البداية، تطور كثيرا، حتى أصبح مطمح الفنانين والمثقفين العرب والعالميين الذين تسابقوا من أجل أن يحظوا بشرف المشاركة فيه، وقد مثل بوابة النجومية لعشرات الفنانين والفنانات، بينما صدح كثير منهم على مدرجاته العتيقة، مثل فيروز، وردة، ماجدة الرومي، سميرة سعيد، محمد عبده، نجاة الصغيرة، ملحم بركات، سعدون جابر، مارسيل خليفة، صباح فخري، بينما رافق شعراء عرب الجمهور في رحلة غير قابلة للنسيان، فقد صدح فيه محمود درويش، أدونيس، البردوني، وغيرهم.
اليوم، يتراجع هذا المهرجان في سلم الأهمية، وتتعداه مهرجانات عربية لا تمتلك سوى بضع سنوات في سيرتها الذاتية. فهل سألنا أنفسنا عن أسباب هذا التراجع؟
إنها الإدارة يا سادة، المعضلة التي تعترض طريقنا في كل خطوة نحاول من خلالها أن نغادر مكاننا. وإذا كنا ما نزال نحتفظ بخصلة الوفاء والعرفان، فينبغي أن نتذكر قامات كبيرة أرست بنيان المهرجان، وسوقته عربيا وعالميا، وعلى رأسهم أكرم مصاروة “أبو اليزيد”، والشاعر الراحل جريس سماوي اللذين منحا المهرجان كل جهد ممكن لكي يكون المرآة الحضارية للأردن وشعبه.
صحيح أن هناك أسبابا متداخلة لهذا التراجع الكبير، ولكنني أزعم أن الإدارة هي معضلتنا الأساسية في هذا السياق، وربما تكون هناك معضلة أشد خطورة، وهي عدم احترام الإرث الحضاري لهذا المهرجان، وبالتالي بتنا نتعامل معه على أنه مثل أي أمر آخر، ونستطيع أن نهمله أو أن نلغيه حتى، كما حصل في العام 2008، عندما تفتقت عقلية المسؤولين إلى قرار إلغاء المهرجان، وانتظرنا ثلاث سنوات كاملة ليعاد له الاعتبار في حكومة معروف البخيت في العام 2011.
نجاح الإدارة يعتمد على مبدأ المحاسبة، وهو مفهوم غائب عن منظور الدولة الأردنية. وإلى حين شيوع ثقافة التقييم والمحاسبة، ينبغي لنا أن نتوقع كثيرا من الفشل والإخفاقات. وما حصل في حفل الجمعة، هو مجرد ثمن قليل لضعف الإدارة في المؤسسات الأردنية.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي