تعقد في المكتبة الوطنية مساء اليوم ندوة يتحدث فيها رئيسا الحكومة السابقان، عبدالرؤوف الروابدة وعدنان بدران والدكتوران عزمي محافظة وبلال الجيوسي، حول ذكريات ومسيرة الدكتور ذوقان عبيدات «المُعلّم المتعلّم» المكتوبة بقلمه الرشيق.
يزخر الكتاب الذي يقع في 270 صفحة، بشهادات شخصيات وازنة، تتحدث عن «الحرثاوي» ذوقان عبيدات، فيصفه بعضهم بأنه مشاكس، وهي صفة لا تنصفه، في حين أراه، بعد خبرة به عمرها 50 عاما، مصلحا جسورا عنيدا، يؤكد على الحداثة والتطوير واستخدام العقل. وصفته في شهادتي بأنه يحمل السلم بالعرض والطول، تعبيرا عن تطلعه إلى الصعود وإماطة المعيقات عن طريق التطور. هذا الرجل الإشكالي، أصبح بفضل تكوينه النفسي والثقافي والفلسفي-الجدلي والعلمي، عَلَما من أعلام التجديد التربوي في بلادنا، ومانع صواعق ضد ما أسماها «دعشنة المناهج». قرأت الكتاب- السيرة الذاتية الممتعة، في جلسة مشوقة واحدة. ولكم أن تتخيلوا شدة جذب الكتاب وحرارة وقسوة ما فيه من بوح وأحكام.
ورد ذكري في الكتاب، بصفتي أحد طلابه اليساريين في معهد التأهيل التربوي، وبصفتي شريكه النزيه في حقل الرياضة والشباب، وبأنني من الذين كتبوا دفاعا عنه، لأنه تعرض للظلم الذي نجم عن خوضه نضالا تربويا سلميا. لا أقول إنه كان دائما على حق، فهذا ما لا يقوله ذوقان عن نفسه، ولا أقوله عن نفسي، ولا أقوله عن أي إنسان.
تشكل «عتبة» العنوان، التي يهتم بها الناقد الدكتور عمر الربيحات، مدخلا لمقاربة شخصية الحرثاوي. فهو مُعلّم مُتعلّم، على خطى سقراط الذي صاح «إنني لأكبر و لا زلت أتعلم». كان طبيعيا ان يُحدِث ذوقان عبيدات جدلا واسعا في المجتمعين الأردني والعربي لطرحه الجديد المختلف، الذي جعله قطبا و «قرنة» تربوية لا يمكن تجاوزها. لجأ ذوقان، إلى المحاججة في الصحافة والندوات، وكان ناقدا حادا مباشرا، لكنه كان أيضا مسالما طيلة الوقت.
لقد جمع الوداعة والشجاعة معا. ويجدر أن أنوّه بكل فرح، إلى أن المكتبة الوطنية، أصبحت من أبرز حواضن الندوات والأمسيات الثقافية في بلادنا. فتحية للدكتور نضال العياصرة على هذا الإنجاز.