الخميس، 02-09-2021
03:19 م
قمة القاهرة تعيد فلسطين للواجهة بأيدٍ ملكية وبروافع مصرية وبإرادة فلسطينية، تلك هى العبارة التى تكون الوصف السياسي للقاء القمة الذى يجمع جلالة الملك والرئيس الفلسطيني بضيافة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعد ما اسقطت المتغيرات السياسية الدولية منها والاقليمية بظلالها على مجريات الاحداث واخذت طبيعة التحديات تأخذ ابعادا دولية باسقاطات اقليمية حيث باتت ترتبط بشكل مباشر بمناخات الحرب الباردة بين واشنطن وبكين وما تخللها من تبديل فى بعض المنازل الجيوسياسية، وهذا ما اثر على سلم الاولويات للمنطقة التى كانت فلسطين تشغل فيها دائما المرتبة الاولى وتشكل عنوان الصدارة للمشهد العام.
اللقاء الذى يشكل رافعة سياسية عربية للقضية الفلسطينية يعقد قبل الاجتماع السنوي للجمعية العمومية فى عاصمة بيت القرار الاممي فى نيويورك والذى ينتظر ان تقف فيه الجمعية العمومية على حالة الدولة وواقع المنطقة وكما تبرز فيه الدولة اثناء كلمتها ابرز التحديات وتضيف اليه بعض التوصيات التى يسترعى اتخاذها على الصعيد المنطقة الامنى والسياسي او التنموي، وهذا من جهة ومن جهة اخرى يعتبر اجتماع الجمعية العمومية فرصة مواتية لتبادل اللقاءات بين القادة فى اروقة الجمعية كما فى نيويورك لذا يعد من الاجتماعات التى تحوى طابعا سياسيا خاصا ويحمل صفة تقريرية مهمة وهذا ما يجعل لقاء قمة القاهرة الذى يسبق اجتماع الجمعية السنوى يحمل صفة رافعة مهمة للقضية الفلسطينية يمكن استثمارها سياسيا عبر هذا اللقاء.
وبهذه الرافعة تكون فلسطين القضية قد حملت عنوانا دبلوماسيا فى الجمعية العمومية وكما فى اللقاءات البينية بتشكيلها بوصلة الاتجاه للقضايا المنطقة وللامة العربية.
هذه القمة التى تاتي بعد اللقاءات الهامة التى كان اجراها جلالة الملك فى البيت الابيض كما فى موسكو والتى التقى خلالها بالرئيس بايدن كما فى الرئيس بوتن والتى عمل فيها جلالة الملك لحمل القضية الفلسطنية عند كلا الجانبين حيث اكد فيها على اهمية حلها ضمن قرارات الشرعية الدولية لما تشكله هذه القضية من عنوان مركزي لاستتباب الامن والاستقرار فى ربوع المنطقة.
قمة القاهرة التى يعول عليها اطلاق مفاوضات سياسية جادة فلسطينية اسرائيلية ينتظر ان تسهم باعادة ترطيب الاجواء البينية وتهيئ المناخات الايجابية بعد ما انتهى عصر نتنياهو الاستفزازي.
وجاءت اسرائيل بحكومة نفتالي بينيت وتركيبة حكومته التوافقية التى يمكن ان تكون الشريك الملائم لتحقيق جملة التفاوض المطلوبة بما يسهم ببناء توافقات سياسية لعناوين المنطقة القادمة.
اذن قمة القاهرة تاتي بتوقيت سياسي مهم وتحمل برنامج عمل مهم للقضية الفلسطينية كما ينتظر ان تعزز من المناخات السياسية للمنطقة لذا ينتظر ان تشكل نتائجها عنوان المشهد وبوصلة اتجاهه القادمة لما تحويه من مضمون وعمق رسالة.